الخميس، 31 ديسمبر 2015

المبادرة بالحج والعمرة


الســــؤال :
الواجب على من استطاع السبيل المبادرة بالحج والعمرة .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين . وبعد :
فإني أوصي إخواني المسلمين الذين لم يؤدوا فريضة الحج أن يبادروا
بحجة الإسلام ، فهذا هو الواجب على كل من استطاع السبيل إلى ذلك ؛
لأن الله سبحانه وتعالى يقول :

{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا }

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :

( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله
 وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،
 وصوم رمضان ، وحج البيت )

 ويقول - عليه الصلاة والسلام - :

( إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا )

فالواجب على كل مسلم ومسلمة يستطيع مئونة الحج إذا كان مكلفا
أن يبادر بذلك وألا يؤخره ؛ لأن الله جل وعلا أوجب ذلك على الفور ،
ولا يجوز لأي مسلم مكلف مستطيع الحج أن يتأخر عن ذلك ، بل يبادر
ويسارع إلى هذا الخير العظيم ويقول الرسول - عليه الصلاة والسلام –
في الحديث الصحيح :

( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )

 ويقول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الآخر :

( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ،
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )

فهذه نعمة عظيمة وخير عظيم ينبغي للمسلم أن يحرص عليه ، ويشرع له
مع ذلك أن يتحرى الأعمال الخيرية في طريقه وفي مكة ، من صدقة
على الفقراء والمساكين ، والإكثار من قراءة القرآن الكريم وذكر الله
تعالى ، والإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ، والإكثار
 من الصلاة في المسجد الحرام والطواف إن تيسر له ذلك اغتناما
 للزمان والمكان ؛ فإن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ،
وفريضة فيه خير من مائة ألف فيما سواه ، والصدقات فيه مضاعفة ،
 وهكذا مثلها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ، وتعليم الحاج ما قد يجهل
 ، كل هذا مما يشرع للمسلم ، ومن ذلك أن يجتهد في تعليم إخوانه
الحجاج - إن كان يوجد عنده علم- بالحلم والرفق والأسلوب الحسن ،
 مع اغتنام الفرصة في وجوده بمكة بعمل أنواع الخير كما تقدم من صلاة
وطواف ودعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب
الحسن والرفق والكلام الطيب .

وأنصح ولاة أمر المسلمين في كل مكان بأن يسهلوا أمر الحج لرعاياهم
وأن يعينوهم عليه ؛ لأن ذلك من باب التعاون على البر والتقوى ،
 والله عز وجل يقول :

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى }

فإعانتهم وتسهيل أمرهم هذا من باب الإعانة على الخير ، ومن باب
التواصي بالحق والصبر عليه ، وفيه الأجر العظيم ، كما أوصيهم بأن
يحكموا شرع الله في جميع الشئون وأن ينصروا دين الله في كل الأمور ،
نسأل الله أن يوفق ولاة المسلمين لكل خير ، وأن يصلح أحوالهم
وأن يمنحهم التوفيق ، وأن يعينهم على كل خير . كما أوصي كل من
يتولى أمور الحجيج بتقوى الله تعالى ، وأن يرفقوا بالحجيج وأن يعينوهم
على كل خير ، وأن يحتسبوا الأجر والمثوبة عند الله ، فلهم بهذا الأجر
العظيم إذا أعانوا الحجاج وسهلوا أمورهم ، لهم في هذا الفضل الكبير ،
نسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع ، وأن يوفق المسلمين في كل
مكان إلى ما يرضيه ، وأن يمنحهم الفقه في دينه وأن يجعلنا وإياهم
من الهداة المهتدين ، وأن يعين إخواننا الحجاج على أداء مناسكهم على
الوجه الذي يرضيه ، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ،
إنه سميع قريب ،

المصدر: فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله
 و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق