الجمعة، 1 يناير 2016

خرف الشيخوخة المبكر

التعريف بالمرض
هو حالة اختلال عقلى تحدث نتيجة حدوث ضمور فى خلايا المخ بدون
سبب واضح أو معروف طبيا ، و هو نوع شائع من أمراض خرف
الشيخوخة تم اكتشافه بواسطة طبيب الأمراض النفسية ألويس ألزهايمر
 فى عام 1906 م.
 
و هذا المرض نادرا ما يحدث قبل سن الأربعين ، لكن فرصة الإصابة بهذا
المرض تزداد مع تقدم السن حيث يصيب ما بين 20 - 30 فى المائة من
أولئك الذين تبلغ أعمارهم 85 سنة فأكثر ، إلا أنه غالبا ما يصيب الأفراد
الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة على الرغم من إمكانية ظهور بوادره
 في سن أقل.
 
و قد يتطور المرض لمدة غير محددة من الزمن قبل أن يصبح ظاهرا
تماما ، و يعتبر متوسط الحياة المتوقعة بعد التشخيص ما يقرب من
7 سنوات ، و يعيش أقل من 3 % أكثر من 14 سنة بعد التشخيص.
 
أسباب المرض
يظهر مرض الزهايمر بسبب التلف التدريجي لخلايا المخ ، و سبب هذا
التلف مجهول طبيا حتى الآن حيث يظهر النسيج الدماغي للمصابين زيادة
طفيفة في نسبة الألومنيوم ، لكن معظم العلماء يعتبرون هذه الزيادة
نتيجة أكثر منها سببا لموت الخلايا.
 
  من هم الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر ؟
لا يوجد هناك عامل وحيد يسبب هذا المرض ، إنما تشترك عدة عوامل
معاً في التأثير و بطرق مختلفة ، نلخصها فيما يلى :
 
  التقدم في السن :
 يعتبر من أهم العوامل المعروفة المسببة للإصابة حيث يتضاعف
 عدد المصابين كل خمس سنوات بعد سن الخامسة و الستين.
 
النوع :
يبدو بأن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال لأنهن يعشن
 لفترة أطول.
 
  الوراثة : 
تلعب الوراثة دورا مهما فى ظهور هذا المرض فى عائلات بعينها.
 
  البيئة :
 يقوم العلماء بدراسة عوامل البيئة المختلفة التي يمكن أن تسبب مرض
الزهايمر و طرق الوقاية منها ، فقد وجد العلماء مثلاً أثرا لمعدن الألمنيوم
و الزنك أثناء دراستهم لنسيج دماغ المصابين بمرض الزهايمر ، و يحاول
العلماء تحديد فيما لو كان التعرض لهذه المعادن و غيرها يؤثر على
ظهور أو تطوره على مدار حياة الفرد كأن يتعود على طهى الطعام
 فى أوانى مصنوعة من الألومنيوم !
 
  النظام الغذائي :
أثبتت بعض الدراسات الحديثة بأن النظام الغذائي المتبع عند شعوب
حوض البحر الأبيض المتوسط الغني بالفواكه و الخضروات و زيت
الزيتون و البقوليات و الحبوب و الأسماك الغنية بعنصر الأوميجا 3 ،
يمكن أن تخفف من احتمال الإصابة.
 
  العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
و السكتة الدماغية :
 وجد العلماء دلائل تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم و نسبة الكولسترول ،
 و انخفاض مستوى حمض الفوليك ، و التي تشكل العوامل الرئيسية التي
تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية ، يمكنها أيضا أن تزيد
من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
 
أعراض المرض
يبدأ هذا المرض ببطء و يتطور بطريقة تختلف من مصاب إلى آخر ،
إذ ليس ضرورياً أن تحدث نفس الأعراض عند كل مصاب ، كما قد يختلف
توقيت حدوث الأعراض عند المصابين.
 
و بما أنه من الممكن أن يمتد مرض الزهايمر لأكثر من 20 سنة قبل
حدوث الوفاة ، فإنه من الأفضل النظر إليه على شكل مراحل ، لتسهل
معرفة ما يحدث خلال كل مرحلة مما يساعد كثيرا في توقع الأحداث
و معرفة كيفية تقديم المساعدة ، حيث تحدث في كل مرحلة تغيرات
 في القدرة على القيام بالنشاطات اليومية ، و في السلوك ، و الطباع
 و الإدراك.
 
تنقسم مراحل مرض الزهايمر عموما إلى 4 مراحل رئيسية :
 
  المرحلة المبكرة :
  في هذه المرحلة يجد المريض صعوبة في تذكر الأحداث القريبة
 أو النشاطات أو حتى أسماء الأشخاص المقربين أو الأشياء ، و قد
لا يتمكن من حل مسألة رياضية بسيطة ، و في هذه المرحلة يتمكن
المريض من القيام بنشاطه اليومي بمفرده مع القليل من المساعدة
 أو الدعم.
 
  المرحلة المتوسطة :
يبدأ النسيان في هذه المرحلة بالتأثير على النشاط اليومي للمريض ، فقد
ينسى كيفية القيام بأبسط المهمات كتنظيف أسنانه أو تمشيط شعره مثلا ،
 أو يقوم للذهاب إلى دورة المياه ثم يعود ثانية لنسيانه أين كان ذاهبا ،
كما يصبح غير قادر على التفكير بوضوح أو معرفة الأشخاص القريبين
منه و الأماكن ، و يبدأ في هذه المرحلة بإيجاد صعوبة في التحدث و الفهم
 و القراءة و الكتابة ، و تصبح المساعدة الطبية ضرورية
في هذه المرحلة.
 
و عندما يلاحظ و يشك الطبيب في وجود مرض الزهايمر ، فإنه يؤكد هذا
التشخيص عن طريق التقييم السلوكي و التجارب الإدراكية مثل سؤال
المريض عن تاريخ اليوم و ما يوافقه من أيام الأسبوع ، أو بالسؤال
عن رئيس الدولة التى تعيش فيها أو ....
 
  المرحلة المتأخرة :
 في أغلب الأحيان يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى رعاية طبية كاملة
، فقد يصبح قلقا أو عنيفا و عدوانيا ، أو يتوه إذا خرج من المنزل ،
 و أخطر ما فى هذه المرحلة أنه يتبنى نظرية المؤامرة ممن حوله فيظن
أن هناك من يتربص به لسرقته أو قتله فينزع إلى التخطيط للدفاع عن
نفسه مما قد يسبب إيذاء عنيف لمن حوله قد يصل إلى حد الكارثة ، لذلك
غالبا ما تستدعى هذه المرحلة إيداع المريض مستشفى متخصص.
 
  المرحلة الأخيرة :
 تعقب مرحلة العنف و العدوانية هذه المرحلة التى تتميز بالهدوء و
الاستكانة الشديدة حيث يهدأ المريض و يميل إلى السكون و حتى عدم
الكلام تماما ، و هذه المرحلة تكون هى نهاية المطاف ، فيصبح المريض
 غير قادر على أداء حتى أبسط المهام بدون مساعدة ، و تتدهور الكتلة
العضلية و الحركة إلى الحد الذي يجعله ملازما للفراش , كما أنه يفقد
القدرة على إطعام نفسه فضلا عن عدم تمكنه من التحكم فى التبول
 أو التبرز ، و يقوم المحيطون به برعايته بشكل كامل كما يعتنى
 المرء برضيعه حتى حدوث الوفاة.
 
  و يعتبر مرض الزهايمر مرض عضوي مع أن سبب الوفاة عادة ما
يكون عامل خارجي مثل تقرحات الفراش أو الالتهاب الرئوي و ليس
بالمرض نفسه.
 
تشخيص المرض
يعتمد تشخيص حالة الزهايمر فى الأساس على التقييم النفسى للمريض
بواسطة طبيب الأمراض النفسية و العصبية ، إلا أنه هناك عدة فحوصات
طبية تساعد الطبيب على تحديد التشخيص بشكل كبير نذكر منها ما يلى :
 
  الأشعة المقطعية بالكمبيوتر للمخ CT Scan.
 
  تصوير المخ بالرنين المغناطيسى MRI Scan.
 
طرق العلاج
لا يوجد علاج نهائى للشفاء من مرض الزهايمر ، و تقوم الأدوية
المتوفرة حاليا فقط على تقليل سرعة المرض و المساعدة على منع تطور
 بعض أعراضه نحو الأسوأ ، و تخفيف علاماته و أعراضه ، و ذلك يكون
لمدة محدودة و عند المرضى في المراحل المبكرة و المتوسطة منه.
و يتم علاج هذه الحالات تحت إشراف طبى كامل
 
ملاحظات
  لا سبيل للوقاية أو لتأخير بداية مرض الزهايمر في الوقت الراهن ،
و يأمل العلماء في تطوير لقاح ضده و يطمحون لإيجاد طريقة للتقليل من
 خطره ، و قد تساعد العناية الخاصة على توفير الراحة لمرضى الزهايمر
و حفظ كرامتهم ، كما يوصي الأطباء بالراحة الكافية و تجنب الإجهاد
و الانتباه إلى التغذية الصحية.
 
  يلعب الشخص الذي يقدم الرعاية دورا هاما في حياة المصاب ، و يجب
أن تعلم بأنه لا توجد طريقة واحدة لتقديم هذه الرعاية ، فالمسئوليات
تتأرجح بين القيام بأمور هامة كاتخاذ القرارات المالية أو إدارة التغيرات
السلوكية للمريض ، أو القيام بمساعدة المريض الذي تحبه في أبسط
الأمور الحياتية كارتداء ملابسه أو مساعدته على التبول و التبرز مثلا.
 
إن القيام بهذه الواجبات أمر صعب ، و لكن مع تعلم المهارات المتعلقة
برعاية المصاب يمكنك أن تكون متأكداً بأن المريض الذي تحبه و
بمساعدتك يستطيع أن يشعر بالدعم و يحيا الحياة كاملة ، و عليك أن
تحرص على الاهتمام بنفسك أيضا و تتخذ الخطوات اللازمة للمحافظة
على أن تعيش بنفسك حياة سعيدة.
 
  يختص طبيب الأمراض النفسية و العصبية بمثل هذه الحالات ، و يمكن
الاستعانة بطبيب متخصص فى جراحة المخ و الأعصاب لتأكيد تشخيص
المرض من عدمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق