الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

ترك الرشوة ففتح عليه باب رزق

ذكر أحد الأخوة عن أحد التجار في السعودية بداية رحلته مع التجارة،
حيث نقل عنه أنه كان يعمل في أحد ثغرات البلاد، وكانت البضائع لا بد
 أن تمر عليه حتى يوقع عليها فكان للمتلاعبين بالمرصاد، ولكن علم أن
رئيسه يأخذ الرشاوي ولقد بلغت برئيسه الوقاحة أن نصح صاحبنا بعدم
التشدد وأخذ المال تسهيلا للراشي .
 
ولما سمع صاحبنا هذا الكلام ارتعدت فرائصه وأحس بالخوف، فخرج من
المكتب وهو يكاد يختنق من الحزن والأسى والتردد، ومرت الأيام وكل
يأتي إلى صاحبنا ..
 
فهذا يقول له : هذه هدية من مؤسستنا.
 
وهذا يقول : هذا المال إكرامية من شركتنا لمجهودك الطيب.
 
 وهو يرد ذلك ويرفضه، لكن إلى متى سيبقى على هذا الحال، وأحس
بالخوف أن تضعف نفسه، وأن يأخذ مالا حرامًا، وأصبح بين أمرين؛
 إما أن يتخلى عن منصبه وراتبه أو أن يتعدى حدود الله ويأخذ الرشاوي،
ولأن قلبه على الفطرة.. ولأن قلبه يستشعر قول الله عز وجل :
 
 { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
 
 قدَّم استقالته،
 
 يقول صاحبنا : ثم رزقني الله شاحنة صغيرة، وبدأتُ بمتابعة النقل
 ثم رزقني الله شاحنة أخرى، وبدأ بعض التجار يطلبونني لنقل بضائعهم؛
لحرصي عليها وكأنها من مالي، ومن الحوادث التي مرت علي أن
اصطدمت إحدى شاحناتي وتكسرت بسبب نوم السائق فلما اعتذر عفوت
عنه، فاندهش رجل المرور من سماحتي وأصر على أن يتعرف علي
وبعد أعوام كبر منصب رجل المرور وجاءت بضاعة كبيرة فما أراد هذا
إلا أنا فاختارني لحمل هذه البضاعة بنقلياتي دون مناقصة .
 
فانظر أخي القارئ كيف تفتحت له أبواب الرزق، وهو الآن من أكبر
التجار، وله من التبرع لوجوه الخير والإحسان إلى الفقراء النصيب
الكبير... وهكذا؛ فمن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه
(قصص إيمانية جمع عادل العبد العالي).
 
من كتاب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
 - للكاتب إبراهيم بن عبدالله الحازمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق