جلس
عجوز حكيم على ضفة نهر وفجأة لمح قطّاً وقع في الماء ،
وأخذ
القطّ يتخبّط ؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق
.
قرر
الرجل أن ينقذه ؛ مدّ له يده فخمشه
القطّ
سحب
الرجل يده صارخاً من شدّة الألم
ولكن
لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه
،
فخمشه القطّ سحب يده مرة
أخرى صارخاً من شدة الألم ،
وبعد
دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة !!
على
مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما
يحدث
فصرخ
الرجل :
أيها
الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية
،
وها أنت تحاول إنقاذه
للمرة الثالثة ؟
لم
يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ،
وظل
يحاول حتى نجح في إنقاذ القطّ ،
ثم
مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل
وربت على كتفه قائلاً
:
يا
بني من طبع القطّ أن يخمش
ومن
طبعي أنا أن أُحبّ و أعطف ؛
فلماذا
تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي
؟
يا
بني :
عامل الناس بطبعك لا
بطبعهم , مهما كانوا
ومهما
تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان
،
ولا
تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك
الحسنة
لمجرد أن الطرف الآخر لا
يستحق تصرفك النبيل .
عندما
تعيش لتسعد الآخرين
سيبعث
الله لك من يعيش ليُسعدك
{
هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان
}
[ الرحمن : 60
]
"
كن جميل الخلق تهواك القلوب "
فلا
تندم على لحظات اسعدت بها أحداً
حتى
وإن لم يكن يستحق ذلك
يقول ابن القيم
:
[
الدّين كله خُلق ،
فمن
فاقك في الخلق فقد فاقك في الدّين ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق