الجمعة، 16 سبتمبر 2016

شلل الأحبال الصوتية

* حبل صوتي:
يحدث شلل الأحبال/حبال الصوتية (الأوتار الصوتية) عندما تنقطع
النبضات التي ترسلها الأعصاب إلى صندوق الصوت (الحنجرة).
وينتج عن هذا شلل فى عضلات الأحبال الصوتية، وهذا النوع من الشلل
يؤثر على قدرة الإنسان على الحديث والكلام بل وأكثر من ذلك، فقد يؤثر
على وظيفة التنفس لديه. لا تقتصر وظيفة الأحبال الصوتية على إصدار
الصوت وإنما على حماية ممرات الهواء من أن تدخل الأطعمة والسوائل
وحتى اللعاب إلى القصبة الهوائية مؤدية إلى شرقة الإنسان واختناقه.
 
هناك العديد من الأسباب التي تؤدى إلى حدوث
 شلل الأحبال الصوتية، ومن بينها:
ضمور الأعصاب أثناء خضوع الإنسان لجراحة ما، الإصابة بمرض
السرطان، التعرض لعدوى فيروسية أو اضطراب متصل بالأعصاب.
والعلاج المقدم لشلل الأحبال الصوتية عادة ما تتضمن على علاج للصوت
وفى بعض الأحيان تكون الجراحة حتمية.
 
* الأعراض:
الأحبال الصوتية عند الإنسان هي عبارة عن رباطين من الأنسجة العضلية
المرنة، يتواجدان أعلى القصبة الهوائية مباشرة. عندما يتحدث الإنسان
يتلاقا ويتلامسا الحبلين بجوار بعضهما البعض محدثين اهتزاز لخروج
الصوت، أما في حالة عدم التحدث يكون الحبلين في حالة ارتخاء
مفتوحين لكي يتنفس الشخص.
 
في غالبية الحالات يكون حبل واحد هو المصاب بالشلل، وفى حالة تأثر
كلا الحبلين فسوف يواجه الشخص صعوبة في الكلام بل
وفى التنفس والبلع أيضا.
 
من علامات شلل الأحبال الصوتية وأعراضه:
- عدم القدرة على التحدث بصوت عالٍ.
- غياب النبرات المختلفة للصوت.
- بحة في الصوت.
- صوت للتنفس عالٍ.
- التعرض للشرقة أو السعال عند تناول الطعام
 أو عند شرب السوائل أو ابتلاع اللعاب.
- الحاجة إلى فترات متكررة للتنفس أثناء التحدث.
- غياب الصوت عند السعال.
- افتقاد منعكس البلعوم.
 
* الأسباب:
يحدث شلل الأحبال الصوتية عندما يكون هناك خلل في النبضات التي
ترسلها الأعصاب إلى صندوق الصوت (الحنجرة) مؤدية إلى حدوث الشلل
في العضلة. في بعض الأحيان قد لا يتوصل الأطباء إلى سبب بعينه، لكن
من بين هذه الأسباب:
- إصابة لحقت بالأحبال الصوتية عند خضوع الشخص لجراحة ما.
 
- جراحة أُجريت في أو بالقرب من الرقبة أو الجزء العلوي من الصدر، قد
ينجم عنها ضمور في الأعصاب التي تخدم صندوق الصوت (الحنجرة).
 
- الجراحات التي قد تحمل في طياتها بعض المخاطر من الضمور والتلف:
كجراحات الغدة الدرقية أو تلك التي تُجرى للمريء أو في الرقبة
 أو في الصدر.
 
- إصابة في الرقبة أو الصدر، فالإصابة هنا قد تضر بالأعصاب
 التي تخدم الحبال الصوتية نفسها.
 
- السكتة الدماغية، والتي ينقطع فيها التدفق الدموي للمخ الأمر الذي
يعمل على إتلاف جزء من أنسجته، وقد يكون منها ذلك الجزء الذي يتصل
بإرسال الإشارات لصندوق الصوت (الحنجرة).
 
- الأورام، سواء تلك الحميدة (غير السرطانية) أو الخبيثة (السرطانية)
من الممكن أن تنمو حول العضلات والغضاريف أو الأعصاب المحيطة
بصندوق الصوت مسببة شلل الأحبال الصوتية.
 
- الالتهابات، ومنها التهاب المفاصل أو الجراحات التي تسبب الالتهابات
أو الندبات في المساحة التي تفصل بين غضاريف الحبلين. هذه الالتهابات
قد تحول دون قيام الأحبال الصوتية بوظائفها الطبيعية من أن تنبسط
(تفتح) ثم تنقبض (تغلق) .. وهذا الاضطراب يشبه في علاماته وأعراضه
شلل الأحبال الصوتية إلا أن الاختلاف يكون في عدم تأثر الأعصاب التي
مازالت في حالتها الطبيعية. كما توجد بعض أنواع العدوى الفيروسية
التي قد تسبب هذه الالتهابات بل والضمور المباشر لأعصاب الحنجرة.
 
- الاضطرابات العصبية، إذا كان الشخص يعانى من اضطرابات متصلة
بالأعصاب مثل الشلل الرعاش أو مرض التصلب العصبي المتعدد .. فقد
يعانى في مرحلة لاحقة من شلل الأحبال الصوتية .. إلا الاحتمالية الأكثر
هو الإصابة بضعف فيها وليس الشلل التام وفقدها كلية لوظيفتها.
 
 
* عوامل الخطورة:
شلل الأحبال الصوتيةمن العوامل التي تزيد من مخاطر تعرض
 الشخص لشلل الأحبال الصوتية، العوامل التالية:
- تزداد مخاطر الإصابة بشلل الأحبال الصوتية لدى الإناث عن الذكور.
 
- الخضوع لجراحة في الحلق أو الصدر. فالأشخاص التي حتا إلى إجراء
جراحي في الغدة الدرقية أو الحلق أو الجزء العلوي من الصدر تزداد
لديهم مخاطر تعرض أعصاب الأحبال الصوتية للضمو. كما إن أنابيب
التنفس المستخدمة في الجراحة لمساعدة المريض على التنفس وخاصة
إذا كان يعانى من مشكلة ما في جهازه التنفسي قد تؤدى إلى ضمور
عصب الأحبال الصوتية بالمثل.
 
- الاضطرابات المتصلة بالأعصاب والتي قد سبق وأن أشرنا إليها مثل
الشلل الرعاش أو مرض التصلب العصبي المتعدد قد يصاحبها ضعف
في الأحبال الصوتية أو شلل.
 
* المضاعفات:
قد يتصل بشلل الأحبال الصوتية صعوبات في التنفس والتي قد تتراوح
 من صوت عالٍ للنفس وهى من المضاعفات البسيطة أو عدم القدرة
على التنفس وهى من العلامات التي تهدد حياة الشخص .
 
ومن بين المضاعفات الأخرى تعرض الشخص للشرقة أو دخول الأطعمة
والسوائل إلى القصبة الهوائية أثناء التنفس، الأمر الذي يؤدى إلى إصابة
الشخص بالالتهاب الرئوي الذي يتطلب عناية طبية عاجلة.
 
 
* متى يتم الذهاب إلى الطبيب:
إذا كانت هناك بحة في الصوت غير مفسرة لمدة تزيد على الثلاثة
 أو الأربعة أسابيع، أو إذا لاحظ الشخص أعراض تغير في الصوت
 لا يوجد لها سبب أو شعوره بعدم راحة .. لابد من الاتصال
 الفوري بالطبيب.
 
من الأطباء المتخصصين في علاج الحالة هو طبيب الأنف والأذن
والحنجرة، بالإضافة إلى طبيب الأمراض العصبية وطبيب تخاطب.
 
نظراً لأن وقت الزيارة محدود، لابد من إعداد النفس مسبقاً.
 
أ- ما الذي يمكن أن يفعله الشخص المصاب بشلل الحبال الصوتية؟
- تدوين الأعراض، والفترة التي استمرت فيها.
 
- الالتزام بقائمة المحظورات قبل الذهاب إلى الطبيب، وخاصة
فيما يتعلق بالنظام الغذائي للشخص.
 
- قائمة المعلومات الطبية، مثل وجود اضطرابات صحية، نوعية الأدوية،
مع ذكر تاريخ العائلة من الإصابة بالاضطرابات المختلفة.
 
- تدوين كافة المعلومات الشخصية للمريض من التعرض للضغوط
 أو تغيير نمط حياته.
 
- تدوين قائمة الأدوية والفيتامينات والمكملات التي يأخذها الشخص.
 
- الحرص على وجود أحد أفراد العائلة أو صديق.
 
- كتابة الأسئلة الهامة التي يرغب المصاب في سؤالها للطبيب، والتالي
هي الأسئلة الشائع تداولها .. مع عدم التردد في إضافة المزيد إليها
إذا لم يكن هناك شيئاً متضحاً أمام الشخص ويريد الاستفسار عنه:
 
1- هل الأعراض التي ظهرت هي أعراضا لشلل الأحبال الصوتية؟
 
2- هل توجد أسباب أخرى محتملة لهذه الأعراض؟
 
3- كيف سيتم التشخيص؟
 
4- كيف سيتم التعامل مع الحالة؟
 
5- ما هي الاختبارات المطلوب إجراؤها؟
 
6- ما هو العلاج الذي يوصف لهذه الحالة؟
 
7- هل تحتاج الحالة إلى متابعة دورية؟
 
8- هل هناك احتمالية للتعرض للمضاعفات؟
 
9- هل توجد أدوات أو أجهزة مساعدة للتغلب على صعوبة الكلام؟
 
شلل الحبال الصوتيةب- ما الذي يتوقعه الشخص من الطبيب؟
سيقوم الطبيب بسؤالك عدداً من الأسئلة، لذلك لابد أن يكون الشخص
 على استعداد للإجابة عليها من أجل التشخيص السليم للحالة:
1- ما هي الأعراض التي ظهرت؟ ومتى كانت بدايتها؟
 
2- متى بدأت هذه الأعراض في الظهور؟
 
3- هل ازدادت الأعراض سوءاً أم تحسنت؟ وما السبب؟
 
4- هل ظهرت الأعراض بشكل مؤقت أم مستمر؟
 
5- هل هناك تاريخ من الإصابة باضطرابات في الجهاز العصبي
 بين أفراد العائلة الواحدة؟
 
* الاختبارات والتشخيص:
سوف يقوم الطبيب بسؤال الشخص عن الأعراض التي ظهرت عليه،
وسوف يوجه له الأسئلة عن نمط الحياة الذي يسلكه، وكم من الوقت
مضى على اعتلال الصوت لديه. بالإضافة إلى سماع صوته وإجراء
الاختبارات التالية للتوصل إلى التشخيص السليم:
 
- المنظار الداخلي، سوف يقوم الطبيب بالنظر إلى الأحبال الصوتية
باستخدام مرآة وأنبوب مرن رفيع (Endoscope) وهو المنظار الداخلى،
أو قد يستخدم منظار أكثر تخصصاً ملحق به كاميرا تمكنه من رؤية
الأحبال الصوتية مباشرة أو على شاشة لفحص حركتها ومكانها،
 ولمعرفة ما إذا كانت الإصابة لإحدى الحبلين أم الاثنين.
 
- تسجيل النشاط الكهربائي للحنجرة
(Laryngeal electromyography):
هذا الاختبار يقيس التيار الكهربائي في عضلات الأحبال الصوتية،
وبالنظر إلى نمط التيار يستطيع الطبيب تحديد نوع الاضطراب وتحديد
العلاج الفعال. ولكي يتسنى للطبيب أخذ هذه القياسات يدخل الطبيب
إبر صغيرة في عضلات الأحبال الصوتية من خلال جلد الرقبة.
 
- اختبارات الدم والأشعة التشخيصية:
بما أن هناك العديد من الأمراض التي قد تسبب ضمور للأعصاب
أو إصابات بها، فقد يوصى الطبيب باختبارات إضافية مثل اختبار عينة
من الدم ووظائف الرئة، بالإضافة إلى اختبارات الأشعة السينية (إكس)
 أو الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
 
* العلاج والعقاقير:
يعتمد العلاج على السبب المؤدى إلى الإصابة، وعلى حدة الأعراض.
وقد تتضمن الخيارات علاج مقدم للصوت أو الجراحة أو على
كليهما سوياً.
 
في بعض الحالات تتحسن بدون تقديم علاج جراحي، لذا يؤجل الطبيب
قرار الجراحة من ستة أشهر إلى سنة. وأثناء فترة الانتظار هذه يقدم
الطبيب للمريض علاجاً للصوت باستخدام أساليب تجنبه استخدام الصوت
بطريقة غير صحيحة حتى تماثل الأعصاب للشفاء.
 
1- علاج الصوت:
وهنا يخضع المريض لجلسات علاجية للصوت، بما فيها ممارسة تمارين
للأحبال الصوتية لتقويتها، والتحكم في التنفس أثناء الكلام، تجنب الشد
غير الطبيعي للعضلات التي تحيط بالحبل الصوتي المصاب بالشلل،
مع تعليم المصاب الأساليب التي تحمى ممرات الهواء لديه عند قيامه
بعملية البلع.
 
2- الجراحة:
إذا لم تتحسن أعراض شلل الأحبال الصوتية من تلقاء نفسها، فقد تكون
هناك حاجة إلى إجراء جراحة لكي يتمكن الشخص من الكلام ومن البلع
ومن بين الخيارات الجراحية التالي:
 
أ- حقن الأحبال الصوتية:
إن الأعصاب التي تعرضت للشلل قد تترك عضلات الأحبال الصوتية
المتصلة بها في حالة ضعف ويقل حجمها، ومن أجل زيادة حجم هذه
العضلات قد يقوم أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بحقن الأحبال الصوتية
بمواد مثل دهون الجسم أو الكولاجين أو غيرها من المواد المعتمدة التي
تزيد من حجمها، هذه المواد تحسن من وضعية الحبل الصوتي المصاب
بحيث يصبح بالقرب من منتصف الحنجرة، وبالتالي تمكن الحبل الصوتي
السليم من الاقتراب منه عند التحدث أو البلع أو حتى عند السعال.
 
ب- إعادة الأحبال الصوتية إلى مكانها:
في هذا الإجراء يقوم الجراح بتحريك الأنسجة الخارجية للحنجرة إلى
الداخل، جاذباً الحبل الصوتي المصاب بالشلل ناحية منتصف الحنجرة.
 مما يسمح للحبل الصوتي السليم بأن يهتز بشكل أفضل في مقابل الحبل
 المصاب.
 
ج- جراحة فتح القصبة الهوائية/شق القصبة (Tracheotomy):
إذا كانت الأحبال الصوتية تعرضت للشلل أو كانت بجوار بعضها، فإن
تدفق الهواء سوف يقل، وفى هذه الحالة ستحدث صعوبة في التنفس
الأمر الذي يتطلب إجراء جراحة تسمى بـ(Tracheotomy)، حيث يتم
عمل قطع في الرقبة من الأمام لعمل فتحة مباشرة في القصبة الهوائية،
ويتم إدخال أنبوب للتنفس لكي يسمح بمرور الهواء بالأحبال
الصوتية الساكنة.
 
3- علاجات أخرى محفزة:
قد يقوم الطبيب بتوصيل الأحبال الصوتية بمصدر بديل للتحفيز الكهربائي
– ربما يكون عصب في جزء آخر بالجسد – أو بأداة شبيهة بمنظم
ضربات عضلة القلب (Cardiac pacemaker)، والذى يعمل على
استعادة ارتخاء الأحبال الصوتية وانقباضها.. لكن هذه الوسيلة مازالت
تحت البحث والدراسة مع الحاجة إلى اختبار خيارات أخرى.
 
* التعايش مع الحالة:
شلل الأحبال الصوتية قد يعرض المريض للإحباط واليأس وقد يصيبه
بعزلة، وذلك لغياب وسيلة الاتصال لديه ألا وهى الصوت، لذا فإن طبيب
التخاطب بوسعه أن يعلم الشخص الأساليب التعويضية للاتصال بالآخرين
إلى جانب كيفية استخدام الصوت بطريقة فعالة بدون أن يلحق مزيداً
من الضمور للأحبال الصوتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق