الجمعة، 16 سبتمبر 2016

المال والبنون زينة الحياة الدنيا

 
المال والْبَنُون زينة الحيوة الدنيا  
نعمة الأولاد من اجل النعم  
 
قال الله تعالي :
 
{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
[ الكهف : 46 ]
 
وهذه النعمة العظيمة هي أمانة ومسؤلية ،
يسال عنها الوالدان يوم القيامة ،
 
احفظا ام ضيعا ؟
 
 
وزينة الذرية
 لايكتمل بهاءوها وجمالها الا بالدِّين وحسن الخلق ،
وإلا كانت وبالا على الوالدين في الدنيا والاخرة.
 
 
يقول الرسول الكريم صَل الله عليه وسلم :  
 
) كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته ،
فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ،
والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته )
متفق عليه
 
 
وهذه الرعية أمانة ، حذّر الله عزوجل من إضاعتها
والتفريط في القيام بحقها
 
قال تعالى-:
 
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
[ الأحزاب : 72 ]
 
 
وقال تعالى -:
 
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
[ التحريم : 6 ]
 
 
قال ابن القيم رحمة الله : 

[ فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ،وتركه سدى ،
فقد اساء غاية الاساءة ،
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم،
وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ،فأضاعوهم صغارا ،
فلم ينتفعوا بأنفسهم ،ولم ينفعوا آباءهم كبارا ]
 
 
وقد سارع الأنبياء الى تربية أبناءهم وتفقد احوالهم
 
 
هذا يعقوب عليه السلام  وقد اقترب اجله
يسال بنيه ليطمئن على سيرهم على التوحيد بعد موته :
 
{ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي }
 
 
وقرت عينه عندما أجابوا :
 
{ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
[ البقرة : 133 ]
 
 
وهذا ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام يدعوان الله عز وجل -:
 
{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
[ البقرة : 128 ]
 
 
وهذا الدعاء من ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام
كما اخبر الله عن عباده -:
 
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
[ الفرقان : 74 ]
 
قال ابن كثير رحمة الله- : 

[ وهذا القدر مرغوب فيه شرعا فمن تمام محبة الله
ان يحب ان يكون من صلبه من يعبد الله وحده لا شريك له ]
 
 
واشتد حرص السلف علي مباشرة تربية ابناءهم
والقيام بهذه المهمة العظيمة

ومن ذلك ما ذكر عن الخليفة العباسي المنصور
انه بعث الى من في السجن من بني أمية
يقول لهم : 

ما أشد ما مر بكم في هذا السجن ؟
 
قالوا : 

ما فقدنا من تربية أبناء ما
 
ومع الأسف ان بعض من حرص على امر التربية
جعلها للابناء دون البنات ونسي ان الأمانة واحدة
والسؤال عن الجميع،
وغفل عن ان ابنته اليوم هي ام المستقبل
التي تنجب باْذن الله من يرفع الله بهم الاسلام
 
 
وفي إهمال تربية البنات توجيه ضربة قاصمة للمجتمع المسلم.
ولحاجتنا كأباء وأمهات الي منارات نستنير بها في امر التربية
أسوِّق بعضا منها :
 
اولا: شكر الله علي عطيته :  

سواء اكانت ذكر ام أنثى ،فان الله عز وجل يهب الذكور والإناث
والإنسان لا يعلم أين الخير والنفع
 
فعلى الوالدين شكر الله وعدم متابعة أهل الجاهلية في كرههم للبنات،
 
فقد ذمهم الله عز وجل بقوله-:
 
{ وإذا بشر وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *
يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ
 أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
[ النحل : 58 , 59  ]
 
روى الامام احمد والطبراني عن عقبة بن عامر قال :  
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  
 
( لا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ )
 
 
وروى البخاري عن ابن عمر
ان رجلا عنده بنات، فتمنى موتهن
 
فغضب ابن عمر، فقال :
انت ترزقهن ؟
 
قال احكم الحاكمين -:

{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ *  (49)
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا
إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) }
[ الشورى : 49 , 50  ]
 
قال اسحق بن بشر : 

[ نزلت هذه الآية في الأنبياء ثم عمت ،
فلوط عليه السلام أبو البنات لم يولد له ذكر،
وإبراهيم عليه السلام ضده ،
ومحمد صَل الله عليه وسلم ولد له الصنفان ،
ويحي بن زكريا عليه السلام عقيم ]
 
قال ابن القيم رحمة الله
في كتابه احكام المولود : 

[ فقسم الله سبحانه حالا لزوجين الى أربعة اشتمل عليها الوجود ،
وأخبر ان ما قدرة بينهما من الولد فقد وهبهما إياه ،
وكفى بالعبد تعرضا لمقته ان يتسخط ما وهبه ،
وبدا سبحانه بذكر الإناث : فقيل جبرا لهن
 لأجل استثقال الوالدين لمكانهن ]
 
 
وقال صالح ابن احمد
كان ابي اذا ولد له ابنة يقول : 

 الأنبياء كانوا أباًء بنات  
 
ويقول :  

 قد جاء في البنات ما قد علمت  
 
 
 
وقال يعقوب بن بختان :
ولد لي سبع بنات فكنت كلما ولد لي ابنة
دخلت على احمد بن حَنْبَل فيقول لي :
ياأبا يوسف الأنبياء أباء بنات
 
 فكان يذهب قوله همي
 
 
ثانياً : الأصل في تربية النشء  
 
الأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله عزوجل في قلوبهم ،
 وغرسها في نفوسهم وتعاهدها
 
 
ومن نعم الله علينا ان المولود يولد على دين الاسلام ،
دين الفطرة ،فلا يحتاج الا الى رعايته ومداومة العناية به ،
حتى لا ينحرف او يضل
 
 
وهنا يكون للوالدين اجر الدلالة علي الخير   
كما قال صَل الله عليه وسلم :  
 
 ( من دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه )
  رواه مسلم
 
 فهولاء الولاد بنين وبنات,  ومن يأتي من ذريتهما
في ميزان حسنات الوالدين
اذا وفقا الى التربية الاسلا مية الصحيحة
 فان الفرع تابع للأصل
 
 
ثالثا : الأب والام في عبادة لله عز وجل  
 
الأب والام في عبادة لله عز وجل حين التربية، والانفاق،والسهر،
 والمتابعة، والتعليم، بل وحتى ادخال السرور عليهم
وممازحتهم اذا احتسبوا ذلك
 
قال تعالى-:
 
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
[ الذاريات : 56 ]
 
فالاصل تعبد الله عز وجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق