الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

كيفية تنمية الحوار لدى الشباب



يعتبر عنصر الشّباب دعامة المجتمع و ركيزةً أساسيّةً فيه ،
فالشّباب بما يملكه من طاقاتٍ هائلةٍ لهو قادرٌ على إحداث التّغيير
 المنشود في المجتمع


 فالأمم تنهض بهمّة الشّباب و عزيمتهم ،
فهم دائماً في الطّليعة في الحرب و السّلم ،
ففي الحرب تجدهم رأس الحربة في مواجهة الأعداء و الدّفاع
عن حياض الأمّة ، و في السّلم تجد سواعدهم الفتيّة تشيّد البنيان ،
و تمد قطاعات الأمّة المختلفة بالكفاءات البشريّة المعطاءة ،
 فالشّباب هم روح الأمّة و أملها ، يعتمد عليهم المجتمع
 و لا يستغني عنهم بحال .
 

 و قد ركّز ديننا الحنيف على خلقٍ مجتمعٍ متكافلٍ تسود أفراده
 المودّة و المحبّة ، و إذا اختلف أيّ مكوّنٍ من مكونات المجتمع
 لجأ للحوار لحل خلافاته و مشكلاته ، و إنّ الحوار بين الشّباب
 بعضهم البعض مطلوبٌ لخلق مجتمعٍ متعاونٍ متآخي يسعى
 كلّ فردٍ فيه لإكمال دور أخيه في نظامٍ متكاملٍ بنّاء تظهر نتائجه
 و ثماره أفعالاً و أقوالاً ، فمبدأ الحوار موجودٌ منذ بدأ الله الخليقة
 و خلق آدم و أمر الملائكة بالسّجود له ، فأبى إبليس أن يسجد
 لما خلق الله معتزاً بنفسه مغتراً ، و حاور ربّه بأنّه خيرٌ منه
 حيث خلق من نارٍ و خلق آدم من طين و كان نتيجة الحوار
أن أمهله الله تعالى إلى يوم يبعث الخلق ، ثمّ كانت سنّة الأنبياء
و الرّسل تبليغ دعوة الله إلى النّاس و التّحاور معهم و الصّبر على ذلك ،
 فقد لبث سيّدنا نوح في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً يدعوهم
 إلى دين الله فلم يكلّ أو يملّ راجياً رضا الله سبحانه .
 

 فعلى الشّباب في وقتنا الحاضر التّمسك بسنّة التّحاور
للوصول إلى الحقيقة و الفائدة و حلّ الخلافات بعيداً عن الجدل العقيم
 و العناد و التّمسك بالرّأي ، فالحكمة ضالّة المؤمن و الحقّ أحقّ
 أن يتّبع ، فعلى الشّباب عدم التّكبر عن قبول الحقّ
 إذا ما تبيّن لهم ذلك .
 

  إنّ بيان فوائد الحوار للشّباب لهو ركيزةٌ أساسيّةٌ في قبوله
 و قبول نتائجه ، و نحن أحوج ما نكون إلى لغة الحوار في عصرنا
 الحاضر حيث كثرت المشكلات بين الشّباب  
 و أصبح العنف الوسيلة الأقرب و الأسهل لحلّ المشكلات بعيداً عن التّعقل ،
 و على الدولة بمؤسساتها المختلفة رعاية الشّباب و تأسيس
نوادٍ لهم يجتمعون فيها و يتحادثون في جوّ من المودّة و الألفة و التّكافل ،
 و توفير الصّحبة الحسنة للشّباب لهو دافعٌ كبيرٌ لهم لتغيير
أنماط تفكيرهم نحو الحوار بديلاً عن العنف .
 
طلال مشعل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق