الاثنين، 23 يناير 2017

أزمة قيم ومحنة أخلاق


بقلم : نبيل جلهوم
 
الكارثة ..
إن مفهوم الكارثة أو الكارثية ..
لايقتصر فقط على كوارث الحرائق أو الحوادث او السرقات
 أو ماهو على شاكلتها..
وكذا مفهوم الغش ..
لايقتصر فقط على الغش فى التجارة  أو  الغش فى إختبارات الدراسة
 أو غيرها وغيرها , وإنما  مفهوم الكارثية ومفهوم الغش هى مفاهيم 
واسعة  بمعنى أنها  تشمل أيضا  الكارثية والغش فى التدين ( بصرف
النظر عن كون هذه النوعيات قليلون أو نادرون أو كثيرون فنحن نتناول
الظاهرة  بإنصاف وواقعية وبدون أن نضحك على أنفسنا فهى حقيقية
مجتمعية واقعة كائنة وموجودة و ليس من الصحيح الهرب
 من الحديث عنها .
 
يجب أن  نقول  -  حتى لو كان  حديثنا مُرّا لدى البعض –
 أن هناك  بالفعل تدين  كارثى ومغشوش .
 
التدين الكارثى المغشوش
وهو مايدعو  أصحابه إلى الشيء ثم  حين التعامل الحقيقى معهم تجدهم
يمارسون ضد  ما هم إليه يدعون , فتجدهم على سبيل المثال يدعونك إلى
حقوق الجار وتجدهم  أول من له يؤذون وفى حقه يقصّرون  .
 
 يخطأون فى حق الغير  ويجرمون  ثم يقولون أنهم  لم يخطأون بل
قد يلقون عليك اللوم  ومن أخطائهم يتبرأون .
 
يدعون إلى الصدق وهم أول من يكذبون .
 
يقترضون ثم تجدهم فى الوفاء بالدين لا يوفون بل قد يأكلون ويستحلّون  .
يدعون إلى الوفاء و الأمانة وتجدهم  يخونون ويغدرون .
يدعون الى متانة الحب وسلامة العلاقات وهم أول من  لها يهدمون
   وبها يتلاعبون .
يتأففون من سوء أخلاق غيرهم  ويدعون إلى الابتعاد  عن الشبهات
وهم  فيها يسبحون بل  غارقون .
 
يُصدّرون فى مواعظهم وحروفهم السعادة والقيم والرؤى للناس
 ثم  إذا اقتربت منهم  وعاشرتهم  وجدت بعدا  وابتعادا واختلافا كبيرا
 عما  هم به يعظون .
 
الحقيقة المُرّة
وهذا فى حد ذاته كارثة  وغش وتكون أخطر فى كارثيتها و فى آثارها
السلبية  على المتدين نفسه  فهو أول من يتلظى بنارها و كذا المحيطين
به بل وعلى المجتمع وتكون فى آثارها  أكثر بلاءا من  كل  الآثار التى
يمكن أن يسببها الفساد أيا كان نوعه وبكل شموليته وتفاصيله ...
 
كبر مقتا
 

اللهم إنا نعوذ بك من التدين المغشوش .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق