الثلاثاء، 28 فبراير 2017

البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما


 
البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ
 لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ }
[ البقرة : 254 ]
 لابدّ من مقدمة ، هؤلاء البشر الستة آلاف مليون ، أو هؤلاء البشر
 من آدم إلى يوم القيامة مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات ،
لكنهم جميعاً عند الله صنفان لا ثالث لهما ، صنف عرف الله فانضبط
بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وصنف غفل
 عن الله وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا
 والآخرة ، ولن تجد صنفاً ثالثاً ،
قد يقول أحدكم ما الدليل ؟
 لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *  
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى  }
[ الليل : 1 - 4 ]
1 ـ صنف عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه
فسلم وسعد في الدنيا والآخرة :
 متنوع مليون اتجاه لكنهم جميعاً يصبون في خانتين، دقق :
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }
[ الليل : 5 , 6  ]
 بنى حياته على العطاء ، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء ،
 يعيش ليعطي من كل شيء ، من علمه ، من ماله ، من جاهه ، من وقته ،
 من خبرته ، من عضلاته :
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى }
[ الليل : 5 ]
 واتقى أن يعصي الله ، يعني استقامة وعمل صالح :
{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }
من بنى حياته على العطاء ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة
 الترتيب يبدو معكوساً هو صدق بالحسنى ، صدق أنه مخلوق للجنة ،
وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، الاستقامة سلبية
والعمل الصالح إيجابي ، الاستقامة ما غششت ، ما أكلت مالاً حراماً ،
ما اغتبت ، ما أسأت ، ما كذبت ، سلبية ، أعطى من وقته ، من ماله ،
من علمه ، من خبرته ، من جاهه :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*
 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }
 [ الليل : 5 - 7 ]
 هذا أول صنف ، هذا الصنف في جميع البلاد موجود ، أعطى واتقى
 وصدق بالحسنى ، أي صدق بالحسنى فاتقى أن يعصي الله ،
 فبنى حياته على العطاء ، يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى ،
اتقى لأنه صدق بالحسنى ، الرد الإلهي لكل واحد منا :
{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }
[ الليل : 7 ]
 سوف يسوق له ربنا كل شيء لصالحه ، لصالح سعادته ،
 لصالح سلامته ، لصالح فوزه ، لصالح دخوله الجنة :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*
 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }
 [ الليل : 5 - 7 ]
2ـ صنف غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه
 فشقي وهلك في الدنيا والآخرة :
 الصنف الثاني :
{ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى }
[ الليل : 9 ]
 آمن بالدنيا ، الجنة والنار في الدنيا ، الغني في جنة
 والفقير في جنة ، فاستغنى أن يطيع الله ، لا يوجد حاجة يطيعه ،
 وبنى حياته على الأخذ  صدقوا لن تجد على سطح الأرض في
 الستة آلاف مليون صنفاً ثالثاً :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى*
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
[ الليل : 1 - 10 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق