الأربعاء، 24 مايو 2017

أُناس .. فى هذا الزمان ؟


 
للكاتب و الداعية الإسلامى : نبيل جلهوم
 
 
كثير من الناس :
 
تفتح له صدرك ... فيغلق هو  صدره ..
تبسط له بوجهك ... فيعبس هو بوجهه .
تقبل عليه بجسدك ... فيدير عنك جسده  ..
تقترب منه لتأنس ... فيبتعد عنك لتتعس ..
 
تناديه إنى  أحبك ..
فلا حياة لمن تنادى بل يقول لك ويحك ..
 
و الآن يا صديقى .. قد تستغرب .. أكيد قد تستغرب .
 
أمعقول أن يكون هناك مَنْ هذه طِباعُه فى أى مشرق أو أى مغرب ؟
 
و أنا أقول لك ياصديقى نعم هناك الكثير و الكثير فلا تندهش و لا تستغرب .  
 
 
و قليل من الناس :
 
إذا فتحت له نافذة صغيرة  من قلبك ...
أسرَعَ يهرول إليك بروحه و فكره و عقله و كيانه و قلبه و كله .
 
إذا بسطت له وجهك ....
أبتسم لك مبتهجا و من الفرح بشّ وجهه لك و غرّد بصوته و أخذ يشدو و يضحك .
 
إذا أقبلت عليه بطرف بسيط من ضعيف جسدك ...
إرتمى هو بعينه و يده و جفنه و كيانه و كله و أنبطح برضاء تامٍ على صدرك .
 
إذا إقتربت منه  لتأنس و تتودد ....
راح يفتح ذراعيه و يبسط يديه و يهلل مبتهجا و يقول
أنا من أن يسعد بك و يأنس ..
 
إذا ناديته أحبك ..
ذاب شوقا و طار فرحا و شقشق كالعصفور و كالحمام راح يُغرّد ..
 
فسبحانك يا سبحان خلقت صنفين من البشر ..
أحدهما نارا و لهيبا يُشقى  و يُتعس ..
 
و آخر نورا للغير يُضيء و له باخلاص تجده يحب و يتفانى و يُسعد .
 
و عجبى على دنيا قلّ من يكون فيها صاحب القلب جميل العاطفة ..

ذلك الذى يجتاز المسافات من أجل أن يعطى و يُفرح و يُسعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق