الاثنين، 6 نوفمبر 2017

الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفع السفهاء




قال ابن خلدون رحمه الله :

ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة

والفقهاء , فإن كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك الدين يذهبون

إلى القيام على أهل الجور من الأمراء , داعين إلى تغيير المنكر ,

والنهي عنه , والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله ,

فيكثر .

( الإيمان ) لابن أبي شيبة (ص7) .

فتح الباري (1/61) .

اتباعهم والمتشبهون بهم من الغوغاء والدهماء , ويعرضون أنفسهم

في ذلك للمهالك وأكثرهم يهلكون في تلك السبل مأزورين

غير مأجورين ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لم يكتب لهم ذلك .





من طلب الإمارة وكل فيها إلى نفسه :



أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن سمرة ,

فقال : يا عبد الرحمن , لا تسأل الإمارة ؛ فإنك إن أعطيتها

عن مسألة وكلت إليها , وإن أعطيتها عن غير مسألة , أُعِنتَ عليها .



قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

فمن لم يكن له من الله إعانة , تورط فيما دخل فيه , وخسر

دنياه وعقباه , ومن كان ذا عقل , لم يتعرض للطلب أصلا .

مقدمة ابن خلدون (1/280-281) .

رواه البخاري (6622) ومسلم (1652) ,

ولفظ رواية أبي داود : وكل فيها إلى نفسه .

الفتح (13/133) .





الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفع السفهاء :



قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء ,

وهذا شأن الفتن , كما قال الله – سبحانه وتعالى - :



{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً }

الأنفال25 ,

وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله .





فتنة الخطباء :



قال خبير الفتن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه - :

إن الفتنة وكلت بثلاث : بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه ,

و بالسيف , و بالخطيب الذي يدعو إليها , و بالسيد , فأما هذان

فتبطحهما لوجوههما , و أما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده .

منهج السنة (4/343) .

رواه أبو نعيم بن حماد في الفتن (352) ,

وابن أبي شيبة (15/17-18) , وأحمد في الزهد

( 2/136) , وأبو نعيم في الحلية

(1/274) واللفظ له , وأبو عمر والداراني في

السنن الواردات في الفتن (28) .





فتنة الدهماء :



قال الإمام الماوردي – رحمه الله - :

مع أن لكل جديد لذة , ولكل مستحدث صبوة , وقال النبي

صلى الله عليه وسلم :


( إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان ) .

فتصير البدع فاشية , ومذاهب الحق واهية , ثم يفضي الأمر

إلى التحزب والعصبية , فإذا رأوا كثرة جمعهم وقوة شوكتهم ,

داخلهم عز القوة ونخوة الكثرة , فتضافر جهال نسالهم ,

وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم , فإذا استتب لهم ذلك ,

زاحموا السلطان في رئاسته , وقيموا عند العامة جميل سيرته ,

فربما انفتق ما لا يرتق , فإن كبار الأمور تبدو صغارا .

رواه أحمد , وهو صحيح .



درر السلوك في سياسة الملوك (ص120-121) .





عاقبة الخروج على السلطان :



قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان , إلا وكان

في خروجها من الفساد وما هو أعظم من الفساد الذي أزالته .





من نزع إلى السلاح وكل إليه :



قال عمر بن يزيد : سمعت الحسن أي – البصري – أيام يزيد بن

المهلب قال : وأتاه رهط, فأمرهم أن يلزموا بيوتهم , ويغلقوا عليهم

أبوابهم , ثم قال :

والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل السلطان صبروا , ما لبثوا

أن يرفع الله ذلك عنهم , يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه , ووالله

ما جاءوا بيوم خير قط ! .

ثم تلا :

{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ

وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }

الأعراف137 .

منهج السنة النبوية لابن تيمية (3/390) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق