السبت، 4 نوفمبر 2017

هكذا علمني الإسلام

هكذا علمني الإسلام


محمد خير رمضان يوسف

) التعبد والمجاهدة (

عمل الخير

التوسط في العبادة



التعبد والمجاهدة



علمني الإسلام أن أتعاهد نفسي وأجاهد باستعمالها فيما ينفعها،

بأن أعبد ربي حق العبادة، حتى لا يستعصى عليها طاعة من بعد،

فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تشققت

قدماه، وينصح أحد أصحابه أن يكثر من السجود،

) فإنك لن تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة(

كما رواه مسلم .



وسأله أحدهم مرافقته في الجنة فقال :

)أعني على نفسك بكثرة السجود( .



إن المجاهدة في حسن العبادة تغسل النفس من عيوبها، وتفتح

المجال أمام التذلل والمناجاة لرب العباد، وتصفي النفس من أكدار

العجب والتكبر، وتغدو صالحة لحياة الخلافة، من غير ظلمٍ ولا

تعسف ولا فساد .





عمل الخير



علمني الإسلام أن أزداد من الخير، وخاصةً في أواخر عمري، فإن

التوبة تقبل من المخطئ ما لم يكن في سكرات الموت، وإن كنت

محسنًا ازددت نورًا ، و

{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }

وخيرنا من طال عمره وحسن عمله ، ثم إن كل عبدٍ يبعث على ما

مات عليه .



وإن طرق الخير كثيرة، يستطيع أن يطرق بابها كل مسلم، بحسب

طبعه وقدراته وظروفه، من عبادة، وجهاد، وإسداء معروف،

وكف أذى، وبشاشة وجه، وكلمةٍ طيبة، وكالرفق بالحيوان ،

والمشي إلى المسجد، والوضوء، وغرس الشجر، وذكر الله،

وشكره...



وقد ورد في صحيح مسلم :

(بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخره

فشكر الله له فعفر له) .



التوسط في العبادة



علمني الإسلام القصد في العبادة والتوسط فيها، فلا أتكلف ما لا أطيق،

أو ما يشق عليّ الذي يؤدي إلى الانكماش أو الملل من بعد، فيكون

هذا سببًا في ترك خير أو الفتور عنه أو الخوف منه، وإن الله يريد

بنا اليسر، فالمهم أن نبقى على عمل طيب إذا باشرناه، وأن نسدد

ونقارب ونبشر، ولا نتشدد في غير موضع التشديد، بل نستعين

على طاعة الله في وقت النشاط والفراغ، حتى نستلذ العبادة ولا نسأم،

فإذا فترنا جلسنا واسترحنا .



وليست العبادة هي كل شيء في حياة المسلم، فإن للنفسِ حقًا

وللأهل حقًا... والمطلوب التوازن والقصد .



وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أمر القصد في العبادة لصحابي

جلل، ورأى آثار عمله من بعد فقال :

(فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق