الثلاثاء، 30 يناير 2018

معايير لاختيار ناجح لشريك الحياة


إختيار شريك الحياة من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته
إن لم يكن أهمها على الإطلاق، إذ يتوقف عليه إختيار من يقاسمه حياته
بكل متاعبها ومشكلاتها وأحزانها وأفراحها.

وإختيار شريك الحياة أولى الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة،
فحسن الإختيار يلعب الدور الرئيسي في بناء وتكوين الأسرة، فحين يكون
الإختيار على أسس سليمة، ويراعي التناسب والتكافؤ بين الزوجين
في النواحي المختلفة، يكون ذلك مؤشرا جيدا لبناء أسرة يسودها التفاهم
والتناغم والانسجام بين الزوجين.

وعلى النقيض من ذلك، فحين يكون الإختيار عشوائيا، بعيدا عن مراعاة
التناسب والتوافق، فإنه -بلا أدنى شك- سيؤثر على طبيعة العلاقة بين
الزوجين، بل وسيمتد أثره السلبي إلى الأبناء، فاظفر بذات الدين.

وحتى يكون الإختيار للطرف الآخر موفقا، فلابد من مراعاة العديد
من المعايير، والتي منها ما يلي:

1= التدين والأخلاق:
فمن أهم المعايير التي ينبغي أن يقوم الإختيار عليها هو معيار الإلتزام
بتعاليم الإسلام وأخلاقه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها،
فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ )

رواه البخاري،

وقال صلى الله عليه وسلم:

( إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ
في الأرض وفسادٌ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كانَ فيهِ؟ قال:
«إذا جاءكم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ )

ثلاث مرات. رواه الترمذي.

وجاء رجل للحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: خطب إبنتي جماعة،
فمن أزوجها؟ فقال له الحسن: زوجها ممن يتق الله، فإنه إن أحبها
أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، فالدين والخلق هما الصفتان الأساسيتان
اللتان لابد أن يتحلى بها من نقبل به شريكا للحياة.

2= القدرة على تحمل الأعباء:
يرسم البعض للحياة الزوجية صورا خيالية حالمة، يختار على أساسها
الطرف الآخر، وحين يصطدم بواقع الزواج يجد أن الأمر مختلف،
وأن الزواج ليس كلمات حلوة عذبة تقال وفقط، ولكن به العديد
من المسئوليات والواجبات الملقاة على عاتق كل طرف، وعندما تؤدى
هذه الواجبات والأعباء بحب وإخلاص يكون ذلك سبب للسعادة.

لذا ينبغي عند الإختيار أن يدرك الطرفان هذه الحقيقة، وأن يبحثا
عن القادر على القيام بهذه الواجبات والمسئوليات.

3= الكفاءة الاقتصادية:
من الضروري أن يكون هناك كفاءة إقتصادية بين الطرفين، ولا يكون
هناك تفاوت كبير بينهما في هذا الجانب، لأن ذلك قد يؤدي إلى العديد
من المشكلات المستقبلية التي تؤثر في العلاقة الزوجية
وربما تؤدي إلى إنهائها.

إذ كيف يكون الحال حين يتزوج رجل محدود الدخل من فتاة أسرتها ثرية،
قد تربَّت على أن تأخذ من مال أبيها بلا حساب ولا رقيب، وربما كان
مصروف يدها -فقط- قبل زواجها ضعف راتب زوجها؟ وهذا -بلا أدنى
شك- سيسبب أزمة أو قل أزمات مستقبلية في العلاقات الزوجية.

4= الكفاءة الإجتماعية:
فالتوافق بين العادات والتقاليد والأعراف التي تربى عليها كل طرف
يساعد على التقارب بينهما، بينما الإختلاف الكبير بينهما يحدث نوعا
من الخلاف والتنازع، لأن ما قد يراه طرف عادة واجبة يستحيل التخلي
عنها، يراه الطرف الآخر أمرا ليس مهما، وبالتالي يحدث
الخلاف والنزاع.

5= الكفاءة العلمية:
فالتفاوت الكبير بين الطرفين في المستوى العلمي سينتج عنه إختلاف
في طريقة تفكير كل منهما، وتباين في أسلوب الحوار وطريقة التواصل
مع الآخرين، وتفاوت في طموحاتهما، وهكذا في كل شئون الحياة سيكون
هناك تفاوت واضح بينهما في الرؤى، وهذا بدوره قد يؤدي إلى عدم
التوافق بينهما، والتقارب في المستوى العلمي يساعد على وجود حالة
من التوافق تجاه هذه الأمور.

6= التناسب في العمر:
علي الرغم أنه لا توجد ضوابط محددة لهذا الأمر إلا أنه يفضل أن يكبر
الزوج الزوجة بما لا يقل عن خمسة سنوات ولا يزيد عن سبعة، فالندية
في التعامل في السن المتساوي والغربة في التعامل في السن المتباعد،
يؤديان إلي كثير من المتاعب.

7= الانسجام الفكري:
يعد الإنسجام أو التقارب في التوجهات الفكرية بين الزوجين أحد أهم
مقومات نجاح وإستمرار الحياة الزوجية سعيدة هانئة، لأن الزوجين
حينما يكونا منسجمين أو متقاربين في التوجهات الفكرية يصبح هناك
مساحات مشتركة بينهما في الأفكار والرؤى، وهذا بدوره ينعكس
على مشاعرهما تجاه بعضهما بصورة إيجابية، ويكون مدعاة
للتوافق النفسي والوجداني والعاطفي بينهما.

بينما التباعد أو التنافر في التوجهات الفكرية يجعل حياتهما أشبه بلعبة
شد الحبل، كل منهما يحاول شد حبال فكر الآخر نحو ما يراه، ومع مرور
الوقت ربما يكون ذلك سببا للنزاع بينهما، أو على الأقل يتسبب في غياب
مساحة مشتركة في الأفكار والرؤى بينهما، وهذا سينعكس على الحالة
الوجدانية بينهما بالسلب حتى ولو كان بينهما توافق عاطفي إبتداءا.

8= وضع العائلة في الحسبان:
من الأمور التي يجب الإهتمام بها عند إختيار شريك الحياة أن يكون
مناسبا لطبيعة العائلة، بحيث يمكنه التوافق والتعامل معهم بشكل جيد،
فبلا أدنى تشك تؤثر علاقة الزوج أو الزوجة بعائلة الطرف الآخر
على طبيعة العلاقة بين الزوجين تأثيرا كبيرا مباشرا.

9= المزايا والعيوب:
فلا بد من التعرف على مزايا وعيوب الطرف الآخر قبل الموافقة
على الإرتباط به، والتأكد من القدرة على التوافق معها، وبناء القرار
على ذلك دون التوهم بأنه من الممكن أن يحدث تغييرا كبير
في شخصية الطرف الآخر بعد الزواج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق