الأحد، 25 فبراير 2018

في رحاب القرآن


قال تعالى في سورة القمر،
بعد أن أغرق الأرض بمن فيها انتصاراً لنوح عليه السلام:

{ وَحَمَلْنَٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَٰحٍۢ وَدُسُرٍۢ }

الدسر هي :
المسامير أو ما ما تُشّدُ به ألواح السفينة .

وهنا سؤال..
لماذا لم تأت الآية (وحملناه على سفينة)؟
فهل في هذا سر!!!
الجواب نعم ؛

هذا الموضع الوحيد الذي ورد فيه وصف السفينة بهذا الوصف ،
وهذا دلالة على أن السفينة ليس شيئًا بحد ذاتها مما ينجو به نوح
ومن معه وإنما هي مجرد ألواح و مسامير .

أما النجاة فهي من الله تعالى الذي لجأ إليه نوح عليه السلام قائلاً

{ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ }

لو أن السفينة مصنوعة من فولاذ فإنها تتحطم في عاصفة الموجة
الواحدة فيها كالجبل ، كما وصفها القرآن الكريم

{ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ }

فما بالك بسفينة من ألواح و مسامير ؟!!!!
لكن النجاة من الله تعالى وبأمره وأما الوسائل المادية فإنما تدخل في قيام
الإنسان بما يتوجب عليه ، وكله ثقة و إيمان بأن الله تعالى هو الذي ينجيه
مهما كانت وسائل نجاته المادية محكمة و قوية.

فالله سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا بساطة مكونات تلك السفينه،
أمام الأمواج المتلاطمة ؛ حتى نعلم أن هذه الألواح والمسامير مجرد
سبب، ولولا حفظ الله لهم ما صبرت هذه السفينة على مواجهة موج
كالجبال، ولذا أكد الله على ذلك بالآية التي بعدها حيث قال سبحانه:

{ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا }

فقد خاب من تعلق بالأسباب..
وأفلح من تعلق برب الأرباب..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق