الأربعاء، 21 مارس 2018

كثرة التفكير في الموت

السؤال

♦ الملخص:
فتاة لديها وسواس الخوف مِن الموت، أدَّى إلى إصابتها بحالة نفسية
سيئة، وتريد حلًّا لتخطِّي أعراض الوسواس.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرين مِن عمري، أُعاني مِن الخوف والتفكير الدائم في الموت،
وأشعر دائمًا أني سأموت في أيِّ وقت!
أفكِّر في الحياة بعد الموت، وأخاف كثيرًا، وأشعر برَجْفةٍ في جسمي،
وأشعر بالتعب والإرهاق دون القيام بأيِّ مَجهود، ولم أَعُدْ قادرة على
إزالة هذه الأفكار، بل وصل الحال إلى الشك في الدين!

فقدتُ لذةَ الحياة ولذَّة العبادات، وفقدتُ شهيتي، ولا أستطيع النوم
في الليل، مع آلام في المعدة ورغبة مستمرة في القيء.

إذا سمعتُ بموتٍ إنسان ما فإنَّ مزاجي ينقلب بسرعة، وأخاف كثيرًا،
وأخاف وقتها أنْ أفقدَ أحدًا من أهلي.
تأتيني أفكار بأنَّ الحياة لا معنى لها، وأني سأموت في أي وقت،
ومن ثَم فلا فائدة مِن فِعل أي شيء.
أخبِروني ما هذه الحالة؟ وكيف أتخطاها؟
الجواب

التشخيص: وسواس الموت.
• أولًا:
عليك إجراء بعض الفُحُوصات اللازمة؛ مثل:
(صورة دم كاملة، وتحليل هرمونات)؛ لأنَّ ما يحدُث مِن أعراض لديك؛
مثل: الرجفة والإرهاق وفَقْد الشهية وعدم النوم - قد تكون نتيجة
لاضطراب بعض الهرمونات، وفي حالة وجود مرضٍ عُضوي تُظهره التحاليل،
يجب أنْ تَعرِضي نفسك على الطبيب المختص لأَخْذ
العلاج اللازم، وبذلك تكون مشكلتك قد انتهتْ.

أمَّا في حالة عدم وُجود أية مشكلة في التحاليل، أو مشكلة عُضوية،
ففي هذه الحالة يكون المرضُ وسواس الموت، وهو ينشأُ عن
فكرةٍ تُسيطر على العقل، ثم تأخذ في النمو وتكبر، وكلما سمحتِ
لنفسِك بالاستمرار في التفكير في الموت وما بعد الموت، فإنَّ هذه
الأفكار سوف تُسَيْطِر عليك، ولن تستطيعي الخلاص منها.

وهنا يجب عليك عدم الاستمرار في التفكير في الموت وما بعده؛
حتى لا تَقَعي فريسةً لوسواس الشيطان، وهناك بعضُ الخطوات
التي يجب اتباعُها:

• أولًا:
حاولي السيطرة على حياتك عن طريق التوقُّف عن التفكير في الموت
وما بعده، وأن تَمْلَئي وقتك بالأنشطة الإيجابية؛ مثل: قراءة الكتُب
الدينية، والمحافَظة على الصلاة، وأن تثقي بنفسك أنك تستحقين أن
تعيشي حياةً سعيدة.
• ثانيًا:
لا تجلسي وحيدةً كثيرًا، وحاولي أن تندمجي مع عائلتك وتتحاوري
معهم، وتُشاركيهم أحزانهم وأفراحهم، وأن تختاري شخصًا مُقربًا
منهم، وأن تتحدثي معه حتى يُساعدك على تخطي همومك وأحزانك.
• ثالثًا:
عليك أن تجعلي حياتك التي تعيشينها جيدةً، وأكثر سرورًا وبهجةً،
حتى لو كان ذلك عن طريق أمور بسيطة تفعلينها؛
مثل: الذهاب للحدائق العامة، أو القيام برحلةٍ، أو تقديم المساعدة
للمحتاجين ماديًّا ومعنويًّا.

والله هو الشافي والمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق