الأربعاء، 6 مارس 2019

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (25)


شرح الدعاء من الكتاب والسنة (25)


ثم أكّدوا في تضرّعهم بإجابة دعائهم:

{ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ } :

توسّلوا إليه تعالى باسمين كريمين دالَّين على كمال رحمة اللَّه تعالى،

أي: يا ربنا ما دعوناك بهذا السؤال والدعاء إلا لأنك رؤوف رحيم.

والرؤوف: اسم للَّه تعالى يدلّ على شدّة الرحمة وأعلاها ، فهو أخصُّ

من الرحمة .

ومن كانت هذه خصالهم في الحبّ والمودّة في القلب واللسان بالدعاء

والثناء لإخوانهم المؤمنين، جازاهم اللَّه تعالى خير الجزاء، قال تعالى:

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ

لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}

، وقد تقدّمت بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن دعا لإخوانه المؤمنين

((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب اللَّه له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) .

و لا يخفى يا عبد اللَّه أن في الإكثار من هذه الدعوة العظيمة خيرات كثيرة في الدنيا و الآخرة ؛ لما في ذلك من الاستجابة لأمر اللَّه تعالى ، و كثرة الحسنات التي لا تُعدُّ ولا تُحصى للداعي بها كما تقدم ، وأن الدعاء بهذه الدعوات الطيبة يثمر في قلب العبد حب المؤمنين، والبُعد عن الكراهية ،

و الحسد ، و الغلّ فتطهر بذلك القلوب ، و هذا من أعظم مقاصد الدين .

الفوائد :

1- أهمية هذه الدعوة المباركة التي ينبغي لكل مسلم الإكثار منها في

ليله ونهاره، فإن ثمارها ومنافعها لا تُحصى في الدنيا والآخرة.

2- أن من أعظم حقوق المؤمن على المؤمن الدعاء .

3- أهمية سؤال اللَّه تبارك وتعالى المغفرة؛ لأن من عظيم ثمارها زوال السيئات والمكروهات، وحصول النعم والخيرات، والفوز بالجنات .

4- ينبغي للمؤمن ألا ينسى فضل من سبقه بالإيمان، فيذكره بالثناء و الدعاء .

5- جمع هذا الدعاء توسلين جليلين من التوسلات المهمة، و هما :

أ‌- التوسل إليه بربوبيته ، كما في قوله : { رَبَّنَا } ،

وباسمين من أسمائه الحسنى: { رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .

ب‌- وتوسل إليه تعالى بنعمته عليهم بالإيمان، وعلى من قبلهم،

وهو توسّل بسابق الإحسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق