الأربعاء، 24 أبريل 2019

معاناتي مع عائلتي

معاناتي مع عائلتي

أ. لولوة السجا

السؤال

♦ الملخص:

فتاة تشكو مِن أفراد عائلتها الذين يبعدونها عنهم، وهي أيضاً أصبحت

تُحاول البعد عنهم حتى لا تضع نفسها في حرج معهم.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في العشرين مِن عمري، المشكلة أنَّ أهلي عندما يَتكلَّمون في

البيت عن أمرٍ ما وأُقَدِّم رأيي لهم، يظنونني أتدخل في أمورهم الخاصة!

أنا لا أُحبُّ الغيبة ولا سوء الظن، وحين يتكلمون عن أحد ولو كانوا على صواب فإنني أشعر بالغضب،

وإذا كلَّمتهم يَغضبون مني، وكأنني لست واحدة منهم، أو لا أنتمي إليهم.

أشعر أني أصبحتُ عصبيةً لدرجة أن مَن يبتسم لي أثور في وجْهِه،

ولَم أعد أشعُر بالانتماء لتلك العائلة!

تعرفتُ إلى شبابٍ كاذبين ومخادعين، وبدأتُ بأمور محرمة، وكنتُ أهرب

مِن عائلتي ولا أريد الجلوس معهم!

أخبِروني كيف أتعامَل مع عائلتي فقد تعبتُ منهم، خاصة أني إذا سايرتهم يكون تعاملهم جيدًا معي؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن

والاه، أما بعدُ:

فلقد ذكرتِ في ختام رسالتك بعد أن سردتِ شكواك أنك إذا سايرتِ أهلك ولم تعترضي عليهم بشيء فإن كل شيء يكون على ما يُرام،

وأنك تجدين منهم تعاملًا طيبًا وكرمًا، فما دمتِ ترين ذلك وترين أنه يخلصك من المشاكل،

فلماذا لا تفعلين ذلك بطريقة صحيحة؟

اتركيهم بارك الله فيك، وإذا رغبتِ في طرح رأيك فليكنْ ذلك بشكل مختصرٍ، وبالطريقة المناسبة التي لا يشعرون معها بأنك تفرضين عليهم أو تكثرين النقد، حتى من الناحية الشرعية فلو أنك رأيت أو سمعتِ منكرًا لا يرضي الله، فلْتَنْصَحي بالتي هي أحسن، وإن شعرت بأن كلامك سيُسَبِّب لك إشكالات فلْتُغادري المكان، وهذا أقل واجب تفعلينه.

المرءُ يا بُنية يحتاج لكي يسلم مِن أذى الناس أن يُجاملهم، ويستخدم أسلوبًا لبِقًا في التعامل معهم، لكي يتقبلوه ويتقبلوا نصحه، كما أنَّ التحسُّس الذي يزيد عن حدِّه يزعج الآخرين، ويُنفرهم من صاحبه، فلا تضخِّمي الأمور ولا تُبالغي في التحسُّس، وخُذي الأمور بكل بساطة كما يفعل مَن حولك.

وحين يُداهمك شعور مزعج الجئي إلى الله بالدعاء والتضرع وتلاوة القرآن والذكر بعمومه، حينها ستشعرين بالراحة وعدم الاكتراث بالآخرين.

والأهم في كل ذلك أن تُحسني التعامل معهم لكسب ودهم، مما يعود عليك بالأثر الحسَن، وخصِّي بذلك والديك، فإنَّ لهما عليك حقًّا عظيمًا.

وفقك الله لما يُحبُّ ويرضى، وشرَح صدرك، ويَسَّرَ أمرك، وسَخَّر لك مَن حولك

منقول للفائدة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق