الاثنين، 7 أكتوبر 2019

ذكر آلاء الله

خطوات على درب الفلاح

ذكر آلاء الله

من صفات أهل الفلاح ذكر آلاء الله عز وجل وتعداد نعمه والاعتراف بمننه قال تعالى :

{ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

الأعراف: 69

وذكر آلاء الله، عز وجل، وهو من قواعد الشكر الذي هو من أعلى المنازل وأجل القربات،

والشكر مبني على خمس قواعد .


الأولى : خضوع الشاكر للمشكور .

الثانية : حبه له .

الثالثة : اعترافه بنعمته .

الرابعة : ثناؤه عليه بها .

الخامسة : ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم .

فالشكر إذن هو الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، وإضافة النعم إلى موليها،

والثناء على المنعم بذكر إنعامه، وعكوف القلب على محبته، والجوارح على طاعته، وجريان اللسان بذكره .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر آلاء الله ونعمه عليه ويثني عليه بها،

فكان صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى يقول :

«اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر»

رواه أبو داود

ونعم الله على عباده كثيرة وآلاؤه جسيمة، قال تعالى :

{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}

إبراهيم: 34

وأعظم النعم هي نعمة الإسلام والتوحيد، فلله الحمد والمنة على أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس،

قال مجاهد في قوله تعالى :

{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }

لقمان: 20

قال : هي لا إله إلا الله .
وقال ابن عيينة : ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إله إلا الله .

وبعد نعمة الإسلام والتوحيد فإن هناك نعمًا أخرى لا تعد ولا تحصى، فهناك نعمة إرسال الرسل،

وإنزال الكتب، ونعمة الستر والإمهال، ونعمة فتح باب التوبة ونعمة التوفيق للمصالح،

ونعمة الصحة والعافية وسلامة الجوارح ونعمة العقل، ونعمة المال،

ونعمة الطعام والشراب واللباس، ونعمة الزوجة والذرية

قال تعالى : { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }

الذاريات: 21

فكم من نعمة ظاهرة وباطنة في جسم الإنسان .

قال ابن القيم رحمه الله : النعم ثلاثة :

1- نعمة حاصلة يعلم بها العبد .

2- ونعمة منتظرة يرجوها .

3- ونعمة هو فيها لا يشعر بها :

فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة، وأعطاه من شكره قيدا يقيدها به حتى لا تشرد،

فإنها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر، ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة،

وبصره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها، ووفقه لاجتنابها، وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه،

وعرفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق