الأحد، 6 أكتوبر 2019

العبودية

العبودية أساس طهارة القلوب

والعبادة لله سبحانه فضل منه سبحانه، ونعمة منه عز وجل وتكرُّم و جُود،
وهي ليست باجتهاد إنساني أو نشاط جسدي فحسب؛ فإن ذلك بدون أن ينعم
الله عليك بأن تعبده ويوفِّقك لعبادته، فأنت فقير إلى ذلك.

لهذا كان من أفضل ما يُسأل الرب تبارك وتعالى الإعانة على مرضاته ،
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ بيده وقال:

( يا معاذ والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة
تقول: اللهم أَعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
(أخرجه أبو داود [1522]، والنسائي [1302]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته
، ثم رأيته في الفاتحة في:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}".
(تهذيب مدارج السالكين).

والعبادة لله سبحانه بغير استعانة به سبحانه هي عبادة ناقصة؛ لأنها قد
تفضي بالإنسان أن يفرح بعمله ويُعجب به، ولإنها تُفرغ القلب من مقام
الاستعانة والتوكل، وهو مقام لا تكتمل حياة القلب إلا به.

فيجب على المؤمن إذا عبد ربه سبحانه أن يستعينه ويتوكل عليه في عبادته
له، وإلا نقصت عبادته، إذ إنه سبحانه هو الموفِّق لطاعته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق