الأربعاء، 4 مارس 2020

الآم أرملة 2 - 2

الآم أرملة 2 - 2


الأرملة في ديننا تنال كل تكريم ورعاية واهتمام بل أكثر اللاتي تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأرامل , فقد جعل الإسلام للمرأة الأرملة المنزلة الكريمة , بل جعل الإسلام رعايتها من القربات إلى الله تعالى , كما أن مساعدتها على قضاء حوائجها له فضل عظيم عنده سبحانه , مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل , الصائم النهار " رواه البخاري .

لكن إذا كانت الأرملة قدر الله تعالى لها أن تفقد زوجها فليس معنى ذلك أن تمنع من ممارسة حقها في الحياة الكريمة . فموت الزوج ليس معناه نهاية الحياة بالنسبة للزوجة , وليس معناه أن تعيش بقية حياتها في أغلال وقيود لقب الأرملة .

وللاسف فإنها عندما تفكر في الزواج مثلا تنهال عليها سيول الاتهامات والنظرات المشينة من قبل البعض , على الرغم أن الإسلام بشريعته السمحة يدعم الأرملة ويساعدها على التفاعل مع المجتمع , لكنها عندما تحاول الانخراط والتفاعل مع من حولها من الجيران والأقارب قد تجد من حولها من النساء الخوف من الاقتراب منها فالكل يتخوف منها على زوجه , ما يدفعها أن تحبس وحيدة تعيش على ذكريات الماضي , بل تكون مرتعا لوسوسة الشيطان .

لقد اعتبر الاسلام الزواج حقا للأرملة أجازه لها الشرع بعد انتهاء العدة , وهي أربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل إن كانت حاملا , فلها أن تتزوج لتكمل حياتها في ظل أسرة مسلمة ..

وقد تلجأ المرأة الأرملة للزواج عندما تشعر أنها بحاجة لرجل يقوم بدور الأب عندما تفقد استطاعتها في السيطرة على أبنائها , إضافة إلى المساندة المادية , أما من الناحية النفسية فإنها تلجأ للزواج لكثرة ما يلاحقها من آلام ومخاطر , فتنظر إلى الزواج كبداية لإعادة ترتيب أوراقها من جديد .
على الجانب الآخر , تنال المرأة الأرملة الاحترام من المجتمع إذا أوقفت نفسها لأولادها وتفرغت لهم ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها , خصوصا إذا كبر ابناؤها وكبرت هي ايضا في العمر ..

ماذا على الأرملة ؟! :

- ليس عليها إلا أن تعود إلى خالقها وتعلم أنه سبحانه مدبر رزق النملة في جحرها , فعليها ألا تيأس بل تحسن الظن به سبحانه ,فإنه تعالى يعلم مقدار احتياجها , فله اللجوء سبحانه , وله تفويض أمرها , وله الدعاء والرجاء , فإنه سبحانه لا يرد من يسأله , ولا يخيب من اتقاه , دل على ذلك قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " .

- لذلك إذا انهكت بالأعباء والهموم والأحزان فليس عليها إلا العودة إليه سبحانه وكثيرة الاستغفار له مصداقا لقوله تعالى " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكن جنات ويجعل لكم أنهارا "



- وعليها أيضا بالأمل فيما عند الله تعالي ولابد من زيادة إيمانها بشتى الطرق , فمثلا إذا كانت مقصرة في صلاتها فعليها المحافظة عليها في أوقاتها وعليها بالأذكار اليومية ( أذكار الصباح والمساء ) .

- وأن تجعل لنفسها وردا قرآنيا كل يوم , وأن تبتعد عن الغيبة و النميمة والقيل والقال , كل ذلك يوثق الإيمان داخلها .

- وأن تشغل وقت فراغها بشيء هداف كالقراءة مثلا فالكتاب خير صديق

- وعليها أن تبني في قلبها ثقة وثباتا , مع إيمانها فقد تكون صورة إيجابية لتتحدى كل تلك المخاطر التي تواجهها .

- و عليها أن تخاف الله في السر قبل العلن وتستشعر مراقبة الله تعالى لها , فمن يخاف الله يخجل أن يعصية في السر أو العلن , فعليها أن تعلم أن الله تعالى وحده هو الذي يراها حين تريد أن تهم بالمعصية

- فإذا ضاقت بها الأمور فقد شرع لها الإسلام حقها في الزواج - وإن أرادت أن تعيش لأولادها فليس عليها إلا الصبر والإكثار من الطاعات , ولتحسن رعايتهم، وتجيد التصرف والتفوق فيما تفعل.

ولتكن أكثر حباً وعطفاً وحناناً، وتدقيقاً في أمورهم، ولتكن في عيونهم قدوة. ولتثبت كفاءتها لتستطيع تجاوز الأزم, وعليها أن تعلم أن الدنيا فانية بحلوها ومرها ولا يبقى لنا سوى أعمالنا التي نلقى بها ربنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق