الاثنين، 29 يونيو 2020

يا أيها الزوجان تزيّنا وتجمّلا

يا أيها الزوجان تزيّنا وتجمّلا

لا أعرف ، في شرائع العالم وعاداته ونظمه وقوانينه كلها ، دعوة إلى التزين

والتجمل خمس مرات في اليوم ، إلا في شريعة الإسلام العظيمة ،

كما في قوله تعالى:

{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }

وإذا كانت لفظة (( مسجد )) هنا تعني الصلاة ، فإن الدعوة إلى التزيُّن

قـد تتجاوز المرات الخمس في اليوم إذا أضفنا إلى الصلاة الفريضة

صلاة الضحى وصلاة التهجد والقيام .

كان أبو حنيفة رحمه الله اتَّخذ لباساً لصلاة الليل ، وهو قميص وعِمامة

ورداء وسراويل ، قيمة ذلك ألف وخمسمائة درهم ، يلبسه كل ليلة ويقول :

التزين لله تعالى أولى من التزين للناس .

ألن يكون المسلمون شامة بين الناس حين يستجيبون لهذه الدعوة الربانية

العظيمة ، فيتجملون ويتزينون أثناء الليل وأطراف النهار ؟

ألن يجد الزوج زوجته المحافظة على الصلاة جميلة دائماً ؟ وألن تجد الزوجة

زوجها المحافظ على الصلاة جميلاً دائماً ؟

ومادام الوضوء يسبق الصلاة فقد جمعنا النظافة والزينة في الصلاة ،

فهل في العالم كله من يقوم بهذا التنظف والتزين مرات عدة كل يوم ؟

ولقد رأى بعض العلماء في قوله تعالى: (( خذوا زينتكم )) معنى الأمر ،

والأمر للوجوب ، فثبت أن أخذ الزينة واجب .

روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه إذا قام إلى الصلاة لبس أجود

ثيابه فقيل له : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَ تلبس أجود ثيابك ؟

فقال : إن الله تعالى جميل يحب الجمال فأتجمَّل لربي وهو يقول :

((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )) فأحب أن ألبس أجمل ثيابي .

ما أجمل هذا الفهم بل ما أجمل هذا الالتزام ! ولنا أن نتصور المسلمين

يدخلون المساجد ويخرجون منها وهم في أحسن لباس ، وأجمل هيئة ،

وأبهى صورة .

ومادامت الصلوات الخمس تشمل ساعات النهار وزلفاً من الليل ، فإن المسلم

سيبقى جميلاً متزيناً طوال وقته ، وسيلتقي الناس وهو في هذه الصورة

الجميلة والهيئة الحسنة .

ولنا أن نضيف إلى جمال الصورة وحسن الهيئة واللباس ( أي ما تراه العين )

الرائحة الزكية التي يشمها الأنف ، حين يفهم المسلم أن من التزين للصلاة

وضع الطيب . يقول ابن كثير في قوله تعالى (( خذوا زينتكم )) : يستحب

التجمل عند الصلاة ، والطيب لأنه من الزينة ، والسواك من تمام ذلك .

ها قد أضاف ابن كثير رحمه الله السواك وجعله من تمام الزينة ، فأي آثار

طيبة حسنة يتركها المسلم الذاهب إلى الصلاة والعائد منها في نفس

من يلتقيه ، وفي عينه وفي أنفه .

وأي صحة بدنية ونفسية تمنحها الصلاة لمؤديها . من خلال وضوء يسبقها ،

وتجمل وتزين يرافقها ، وراحة وطمأنينة ورضي تخلفها وتتركها .

هل تعرفون في العالم كله شريعة أو قانوناً أو نظاماً يـدعو الناس إلى التزين

والتجمل والتطيب .. مرات عدة كل يوم ، غير الإسلام العظيم ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق