الأربعاء، 1 يوليو 2020

هل أغار من أولادي حقّاً؟

هل أغار من أولادي حقّاً؟



سمعتك مرة واحدة تقولين لي : أنت تغار من أولادك ! وأذكر يومها كيف

صدمتني عبارتك هذه فسكتُّ لا أجد لها جواباً أو تعليقاً … ! ولقد أحسست

بحرجك من قولك لها ، ولعل هذا هو الذي جعلك لا تكررينها بعد ذلك . لكنني

أرجح أنك مازلت تعتقدين بما جاء فيها من أنني أغار من أولادي .



أذكر أنني تساءلت في نفسي حين سمعتك تقولين ما قلتِ :

أتراني أغار من أولادي حقاً ؟!



لم أتعجل في الجواب . صرت أسترجع مشاهـد كنت فيها تضحكين مع أولادك

، أو تلعبين معهم ، أو تطعمينهم بيدك ، أو تضمينهم إلى صدرك ؛ وكنت

أتخيل نفسي واحداً منهم ؛ أحظى مثلهم بإضاحكك لي ، ولعبك معي ،

وإطعامي بيدك … أفتراني كنت أغار منهم ؟!

لا أدري ! ربما كنت أغبطهم على حبك لهم ، واهتمامك بهم، وانصرافك إليهم

. لكني ، والله، لم أكن أحسدهم على ذلك، لأنني أفرح لفرحهم ،

وأسعد لسعادتهم ، وأرضى لرضاهم.

هو إذن شعور بالغبطة وليس بالحسد ، وأحسب أنك تعرفين الفرق بين

الغبطة والحسد، فالغبطة هي التمني بأن تمنحيني مثل ما تمنحينه أولادك

من حب ورعاية واهتمام دون تمني زوالها عنهم. أما الحسد فهو تمني زوال

ما تمنحينه إياهم وتحوله إليَّ. وهذا ليس من خلقي.

زوجتي الغالية

اشمليني بعطائك لأولادك ، ولا تحرميني من حبك ورعايتك واهتمامك .

زوجك غير المستغني عن عطفك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق