الاثنين، 7 ديسمبر 2020

النفس

 


النفس

وصف الله النفس بأنها أمارة بالسوء بقوله:

{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ }

[يوسف: 53]،

فهي تدعو صاحبها إلى المعصية، وترغِّبه في الحرام، فإن هو أطاعها، كانت

سائقة له لكل حرام، دافعة له لكل فاحشة، وإن هو عصاها ولم ينسقْ خلفها،

وجاهدها في الثبات على الطاعة، أعقبه ذلك لذة المناجاة، وهُدي إلى السبيل

الواضح، والطريق القويم، وكان كالمجاهد في سبيل الله؛ كما قال تعالى:

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }

[العنكبوت: 69]،

وقال صلى الله عليه وسلم: ((المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله،

والمهاجر من هجر الذنوب والخطايا)).

فالنفس ترغب في كل شيء، وتطلب كل ما يخطر لها من رغبات؛ مثلها كمثل

الطفل الصغير الذي لا يعقل، ويريد أن يحصل على كل شيء يراه أمامه،

وهو يظنه نافعًا له، وإن كان فيه ضرره وهلاكه، فإن مُنع مما يرغب سلِم

ونجا، وإن أُعطي ما يريد هلك؛ يقول الشاعر:

والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على *** حبِّ الرَّضاع وإن تَفطمه ينفطمِ

فمن علِم عظم خطر هذه النفس وقبيح صنيعها، كان أكثر الناس محاسبة لها،

ووقوفًا أمام رغباتها وأطماعها، عاملًا بنقيض ما تُملي عليه، وبعكس ما

ترغب في الحصول عليه، فإن فعل، كان من أهل الجنة الفائزين؛ قال تعالى:

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 40، 41]،

فالسعادة كلها في مخالفة النفس والشيطان؛ فهما رأس كل بلاء،

وعنوان كل شر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق