الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (138)

 موسوعة المؤرخين (138)



الواقدي والنبوغ في المغازي والسير والتاريخ (04)

منزلة الواقدي العلمية
يعتبر الواقدي الثاني بعد ابن إسحاق في سعة العلم بالمغازي والسير،
قال كاتبه محمد بن سعد: "كان عالما بالمغازي، والسيرة والفتوح
والأحكام واختلاف الناس واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه.
وقد فسر ذلك في كتب استخرجها، ووضعها وحدث بها".

وقال الخطيب البغدادي: " وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره،
ولم يخف على أحد -عرف أخبار الناس- أمره، وسارت الركبان بكتبه
في فنون العلم من المغازي والسير، والطبقات، وأخبار النبي
صلى الله عليه وسلم، والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاة النبي
صلى الله عليه وسلم وكتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك،
وكان كريمًا جوادًا مشهورًا بالسخاء".

وقال عنه الذهبي: " وهو رأس في المغازي والسير ويروي عن كل
ضرب ..، ولي قضاء بغداد، وكان له رئاسة وجلالة وصورة عظيمة".

وعن الواقدي، قال: "كانت ألواحي تضيع، فأوتى بها من شهرتها
بالمدينة. يقال: هذه ألواح ابن واقد". قال الذهبي: "قد كانت للواقدي
في وقته جلالة عجيبة، ووقع في النفوس، بحيث إن أبا عامر العقدي قال:
نحن نسأل عن الواقدي؟ ما كان يفيدنا الشيوخ والحديث إلا الواقدي".
وقال مصعب الزبيري: حدثني من سمع عبد الله بن المبارك يقول:
"كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي".

وروى ابن سعد عن الواقدي أنه قال: "ما من أحد إلا وكتبه أكثر من
حفظه، وحفظي أكثر من كتبي". و لما تحول الواقدي من الجانب الغربي
يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر، وقيل كان له ستمائة
قمطر كتب.

وسُئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم
بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم، فلقي
الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة
التي سمته بخيبر؟ فقال: الذي عندنا أنه قتلها؛ فقال مالك: قد سألت
أهل العلم فأخبروني أنه قتلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق