الجمعة، 22 أكتوبر 2021

حكم من سب الدين وحكم توبته

 حكم من سب الدين وحكم توبته


السؤال:
يسأل أيضاً ويقول الأخ أبكر جمعة: أحد الأشخاص يجهل بأمر الدين ويسب
الدين فما حكمه؟ وماذا عليه أن يفعل إذا أدرك خطأه أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب:
سب الدين كفر أكبر وردة عن الإسلام نعوذ بالله، إذا سب الدين إذا سب
المسلم دينه سب الإسلام أو تنقص الإسلام وعابه فهذه ردة عن الإسلام
أو استهزأ به قال الله جل وعلا:

{ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
[التوبة:65-66].

وقد أجمع العلماء قاطبة: على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه أو سب
الرسول صلى الله عليه وسلم أو تنقصه أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتداً كافراً
حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وبعض أهل العلم يقول: لا توبة
له من جهة الحكم بل يقتل، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة
وأعلن التوبة ورجع إلى ربه أنه يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعاً لغيره
فلا بأس بذلك.

أما توبته فيما بينه وبين الله؛ فإنها صحيحة إذا تاب صادقاً فتوبته فيما بينه
وبين الله صحيحة ولو قتله ولي الأمر؛ سداً لباب التساهل بالدين وسب
الدين، المقصود أن سب الدين والتنقص للدين أو للرسول صلى الله عليه وسلم،
أو الاستهزاء بذلك ردة وكفر أكبر بإجماع المسلمين، وصاحبها يستتاب
فإن تاب قبل الله توبته وعفا عنه، أما كونه يقبل في الدنيا أم لا يقبل هذا
محل خلاف بين أهل العلم، فإن قبل وعفا عنه الإمام بتوبته الصحيحة
وإظهاره الندم والإقلاع فلا بأس، وإن قتله ولي الأمر سداً لباب التساهل
بهذا الأمر العظيم؛ لأن سب الدين وسب الرسول صلى الله عليه وسلم له شأن
خطير، فإذا قتله ولي الأمر لسبه الرسول صلى الله عليه وسلم أو سبه الدين
فهذا له وجهه، وهو قول عظيم وقول جيد لأهل العلم ردعاً للناس
عن التساهل بسب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم،
عليه الصلاة والسلام. نعم.



المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق