الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

لا أضل منهم سبيلا

 

لا أضل منهم سبيلا

لَا أَضَلَّ مِنْهُم سَبِيلًا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ
وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ }

تأمل هذا الوعيد الشديد والتهديد الأكيد لهؤلاء الذين ذاقوا حلاوة الإيمان،
وأشرقت شمسه في قلوبهم، ثم آثروا الكفر على الإيمان،
واشتروا الضلالة بالهدى.

فكأنهم يتكلفون الكفر، ويمعنون في العصيان، ويتوغلون في الضلال،
وأنى لمثل هذا أن يهتدي، وهو يتمرغ في أوحال الغواية، ويخوض
في مستنقع الضلال؟

وأخبر سبحانه أنهم لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ؛ لأن كفرهم منشؤه الاستكبار،
والحامل لهم عليه هو العناد، ومثل هؤلاء لا يوفقون للتوبة،
لأنهم أبعد الناس عنها.

ولما خلع هؤلاء ربقة الدين، وأرادوا التحرر من أحكامه بزعمهم، وظنوا
أنهم إنما فعلوا ذلك لما استنارت عقولهم، فبيَّنَ اللهُ تعالى حقيقتهم
وأنَّه لا أضلَّ منهم سبيلًا، ولا أعظمَ منهم خسرانًا؛ فَقَالَ:
{ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ }
، فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ، ورجعوا بالخسرانِ المبينِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق