الخميس، 28 أكتوبر 2021

مشروعية التوبة من كبائر الذنوب

 مشروعية التوبة من كبائر الذنوب


السؤال:
أنا أصوم وأصلي الآن، لكن مضت فترة من أيام شبابي وأنا لا أصوم
ولا أصلي وارتكبت ذنوباً من الكبائر، فهل لي من توبة، فقد شربت الخمر
وزنيت؟ فهل لي من كفارة ولو صيام سنة كاملة؛ لأن هذه المنكرات كانت قبل
زواجي، أفتوني وفقكم الله؟

الجواب: باب التوبة يا أخي حتى الآن مفتوح، فالتوبة تجب ما قبلها،
قال الله تعالى:

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور:31]، قال سبحانه:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ }
[التحريم:8] الآية،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )

وقال عليه الصلاة والسلام:

( التوبة تهدم ما كان قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله )

فإذا كنت تبت إلى ربك وندمت على ما فعلت من ترك الصلوات، ومن شرب
الخمور ومن الزنا ومن غير ذلك فالله يتوب عليك سبحانه وتعالى. فالواجب
عليك الصدق في ذلك وأن تندم على ما مضى من أعمالك السيئة، وأن تعزم
أن لا تعود فيها وتقلع منها وتحذرها خوفاً من الله وطمعاً في ثوابه
والله يتوب عليك سبحانه وتعالى، وإياك والجزع وإياك وسوء الظن بالله لا،
أحسن ظنك بربك، يقول الله فيما روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني )

فعليك بظن الخير بربك، فقد أخبر أنه يتوب على التائبين فعليك أن تحسن
الظن بربك جل وعلا وترجوه فضله وإحسانه، وعليك الصدق في التوبة
التي صدرت منك، أن تندم ندماً صحيحاً وأن تقلع من الذنوب، وأن تعزم أن
لا تعود فيها عزماً صادقاً، وإن كان عندك مظالم للناس رددتها إليهم، وبهذ
ا يتوب الله عليك ويغفر ذنوبك كلها. نعم.


المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق