الاثنين، 15 نوفمبر 2021

نفق مؤد للنفاق والإلحاد

 

نفق مؤد للنفاق والإلحاد


تلحظ في شبكات التواصل الاجتماعي وجود حسابات لأشخاصٍ ليس لهم
همٌ إلا الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال تتبع بعض
الأحاديث الصحيحة التي يرونها مشكلة،

وكتابة أدنى تعليق، ثم يرى وجوب رد الحديث
لأن فيه إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم.

الحق أن هذه الطريقة السهلة الرخيصة في التعامل مع الأحاديث والطعن
عليها بأدنى نظر عقلي، من دون تأمل في سياقه ولا في معناه
ولا في موافقته لبقية الأحاديث
هي طريقة يمكن تطبيقها على القرآن نفسه، فيمكن لأي ملحد أن ينتقي
بعض الآيات وينزعها من معناها وسياقها وبقية نصوص الشرع
ويعلق عليها بأدنى نظر عقلي.

وهذا أمر موجود وشائع من تصرفات الملاحدة والكفار في تشويه القران.
ولهذا، فلا شك عندي أن هذا الطريقة الرخيصة في التعامل مع السنة هو
نفق مؤدٍ للنفاق والإلحاد، لأمرين:

١-أنها قائمة على منهجية رخوة لا تعظم شرعاً،
ولا تحترم علماً، ولا تراعي أصولاً،
بل هي مجرد "بحث الكتروني" عن "اقتباسات شائعة"
تتضمن بعض النصوص، ثم التكذيب بها بأدنى نظر عقلي كسول.

وهذه المنهجية الرخوة يسهل تعديتها إلى القرآن نفسه، وكثيراً ما يتعمد
الملاحدة إحراج أمثال هؤلاء بالضغط عليهم لتنفيذ قواعدهم نفسها
على القران.

بل قد يقوم بهذه المهم من في قلبه شك في القرآن، فيجبن عن التصريح
بشكوكه وطعونه على القرآن، فيتخذ من بعض أحاديث السنة ذريعة لذلك،
وهذا أمر معلوم قديماً وحديثاً.

٢-أن هذه المنهجية هي عرضٌ لمرض، فالتعامل مع الأحاديث الصحيحة
بهذه الطريقة هو استهتار واستخفاف يعبر عن أمراض الجهل والهوى
والكبر واستثقال التكاليف، والتي تهون على قلبه تكذيب الأحاديث، وتكسر
عليه باب الانتفاع من السنة،

فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي هي هدى ونور وخير في نظر
المسلمين=أصبحت في نظره كفراً لأنها إساءة وطعن في الرسالة!

فهذه الأمراض هي من أعظم ما يصد عن الحق،
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
وهي من أعظم أسباب الضلال { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } ،
فلا عجب ان يحفزهم هذا المرض من السنة إلى القرآن.

وجرب إن أردت، فتش في حسابات أولئك الناس الذين يدعون حب
الرسول والغيرة عليه والذب عن عرضه في إنكارهم لسننه الصحيحة
ستجد تقرير العلمانية التي تقصي مرجعية الوحي في النظام العام، وتمجيد
الحرية الليبرالية التي لا تعترف بحدود الشرع، والاستخفاف بالأحكام،
وتعظيم رموز الكفر، والحط من علماء الإسلام، والدعوة
الى المنكرات الأخلاقية والتهوين منها، ..

وقبائح كثيرة تفضح الدافع الحقيقي في تكذيب السنن الصحيحة،
وأنها أهواء استثقلت التكاليف ولو القى معاذير الحمية للرسالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق