الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

من ترك شيئا لله

 

من ترك شيئا لله

من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

كان هناك شابا يبيع البز (القماش ) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت
ويسمونه (فرقنا) وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من راه أحبه لما
حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين . وفي يوم من الأيام وهو
يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعا صوته "فرقنا" إذ أبصرته إمرأة
فنادته ، فجاء إليها ، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت ، وأعجبت به
وأحبته حبا شديدا ، وقالت له . إنني لم أدعوك لأشتري منك . .
وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدارأحد ودعته إلى نفسها
فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه . . ولكن دون جدوى . . فما يزيدها
ذلك إلا إصرارا . . وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا . .

فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له : إذا لم تفعل ما أمرك به صحت
في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدقون
الناس كلامي لأنك داخل بيتي . . فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان .
قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما
قال فرحا شديدا . . وظنت أنه قد وافق على المطلوب . . فقالت : وكيف
لا ياحبيبي وقرة عيني . إن هذا لشيء عظيم . . . ودخل الحمام وجسده
يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية. . فالنساء حبائل الشيطان
وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما . . يا إلهي ماذا أعمل دلني
يا دليل الحائرين .

وفجاءة جاءت في ذهنه فكرة. فقال : إنني أعلم جيدا : إن من الذين يظلهم
الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال :
إني أخاف الله وأعلم : إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه . .
ورب شهوة تورث ندما إلى آخر العمر. . وماذا سأجني من هذه المعصية
غيرأن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته . . لن أفعل الحرام . . ولكن
ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك . . فإنها مغلقة جدا
ويصعب فتحها . . إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا
رأتني على هذه الحال تركتني وشأني . . وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي
تتقزز منه النفوس . . مع أنه يخرج من النفوس ! ثم بكى وقال : رباه
إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل . . فأخلف علي خير. . وخرج
من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون ؟ فخرج خائفا يترقب
من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه . . وأخذ متاعه والناس
يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء
وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلا حسنا ثم ماذا . .

هل يترك الله عبده ووليه هكذا . . لا أيها الأحباب. . فعندما خرج من
الحمام عوضه الله شيئا عظيما بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد
الحياة . . لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك
تخرج من جسده . . يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقبا له
. . "المسكي " فقد كان المسك يخرج من جسده . . وعوضه الله بدلا
من تلك الرائحة الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت . . وعندما
مات ووضعوه في قبره . . كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وقد رأيته
. . في الشام . وهكذا أيها الإنسان المسلم . . الله سبحانه لا يترك عبده
الصالح هكذا . . بل يدافع عنه . . إن الله يدافع عن الذين آمنوا . .

الله سبحانه يقول : (ولئن سألني لأعطينه . . فاين السائلين ) .

أيها العبد المسلم :
من كل شيء إذاضيـعتـه عوض ومـامن الله إن ضيـعتـه عوض
الله سبحانه . . يعطي على القليل الكثير. .أين الذين يتركون المعاصي
ويقبلون على الله حتى يعوضهم خيرا مما أخذ منهم . ألا يستجيبون لنداء
الله ونداء رسوله ونداء الفطرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق