الاثنين، 17 يناير 2022

وسُئِلت يومًا ماذا لو؟

 

وسُئِلت يومًا ماذا لو؟

وسُئلْتُ يومًا ماذا لو كنْت في مكة قبلَ البعثة وبعدَ البعثة، هل ستسيرِين
على خُطى الحبيب أمْ تكونِين من المتردِّدِين أم من الغافلِين الغيرِ مبالِين
أمْ في صفِّ المشركِين المعادِين، اصدِقي نفسَك فوالله حال الأمَّة اليوم
كحال العرب بعدَ البعثة.

فأجبْتُ:
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، لو كنْت في زمنِ البعثة المبارك،

لو كنْت طفلة لقبَّلْت يدَيْه وقدمَيْه وبكيْت بين يدَيَه فرحًا لأنه
لن يجرؤ أحد على وَأد بُنيَّته.

ولو كنْت فتاة؛ لذهبْتُ إلى مجلسه متأدِّبَة ومتعلِّمة. ولفرحْت
بترحيبِه بطلبَة العلم وطالباتِه.

ولربَّما صففتُ خلفه في صفوفِ المصلِّين وشنَّفت سمعي بتلاوتِه
النديَّة الخاشعة.

ولو غدوْت في ريعان الشباب وتفتُّح وروده، لفرحْت آيَّما فرح بفريضة
الحجابِ التي تستر كلَّ تغيُّرات جسمي وتحوُّلاته فهذه فريضَة تمنحني
فرصة لإظهار مواهبي العقليَّة لا الجسديَّة.

ولو كنْت في سنِّ الزواج؛ لشكرته ليلَ نهار لأنَّه لم يأمرْ أهلي بتزويجي
دون رأيٍّ مني.

ولو غدوْت زوجَة في زمنِ البعثة، لأبهجتْني وصيَّته
(استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا) وتعلَّمت كيف أُؤسِّس بيتي على التَّقوى.

ولو حدَث وفقدْت والدي الحبيب يومها. لتعلَّمت الرِّضا بالقدر
والسَّعادة التامَّة بقسمة الله في الميراث.

وكلَّما قلَّبت وجهي رأيْت المسلمةَ منارةً شامخةً تمنح من نورها
قبسات للتَّائهات الحائرات.

بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله أشهدُ أنَّك بلَّغْت الأمانة وأدَّيت الرسالة ونصحت
الأمَّة وأنصَفْت المرأة وأسعدْتها. فالنِّساء في شرائع الأرض إِمَاء،
وفي شريعتك الغرَّاء؛ المسلمة هي سيِّدَة الشرفاء وسنَد النبلاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق