الجمعة، 11 فبراير 2022

غربة وموقف

 

غربة وموقف..



قال إبراهيم التميمي..

إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يديك منه

--------------

للغربة في دارنا سكن..

أهربُ كثيراً.. أحاول أن أنسى

في حديقة المجتمع الخلفية.. سألتني جارتنا.. قلت لها.. مسلمون قلتها على

عجل.. خجلاً من نفسي.. وخوفاً من أسئلة أخرى نحن هنا أناس معزولون..

لا نعرف أحداً.. ولا نرى أحداً.. نسمع أن هنا مسجداً.. ونرى منارته حين

مرورنا .. ولا ندخله.. حتى في الأعياد لا نأتي إليه..

أيامنا تحولت مع أيامهم وأعيادنا أعيادهم

باختصار.. يطلق علينا مسلمون.. تجاوزاً..

لا صلاة.. ولا عبادة.. لا شيء يوحي بالإسلام في منزلنا

سوى سجادة صلاة معلقة في المجلس..

ومع مرور الأيام بدأ لزوجي أن يغيرها..

كيف نعيش.. زوجي رجلٌ عملي.. ومنظم

يجب عمله.. يتفانى في دارسته..

يطغى الجو الرسمي على المنزل وعلى تعاملنا..

يريد كل شيء في وقته.. حتى لا تضيع دقيقة..

أما ابني (....) فليس له من اسمه نصيب

لا يعرف عن الإسلام شيئاً.. ولا يعرف حتى الشهادتين

من ربك..؟ ما دينك..؟ من نبيك..؟..

لم تردد في منزلنا أبداً.. أدخلناه مدرسة مع أطفال الجيران..

وتركنا مدرسةً لأطفال المسلمين.. ما تبقى من وقته

حرصنا فيه على تعلمه للغة الإنجليزية.. رغم صغر سنه..

مشاهدة التلفاز والفيديو.. خروجه مع أطفالهم..

هذا جهدنا نحوه

صلتنا بالطلبة هنا منقطعة.. واتصالنا ببلادنا متقطع

ربما طرقنا هاتف يخبرنا بموت فلان.. أو بزواج قريب..

في غربتنا تحملت مسئولية كل شيء..

شراء ما نحتاجه وحتى تسديد الفواتير..

يُهوّن حياة الغربة.. طفلي.. وشيءٌ من فرحة العودة..

رغبتي في زيارة الأهل لا حد لها.. ولكن..؟!

• مكالمة طويلة من والد زوجي أتت..

وأصر على أن نزورهم هذا الصيف..

ولكما طالت المكالمة فرحت بذلك.. لعلمي إلحاح والده..

بعد أعذار واهية..

سيأتون بدوني.. لديّ ما يشغلني..

وضع سماعة الهاتف.. انتظرته يقول شيئاً..

ولكنه كان متوتراً.. بعد تململٍ قال..

أصر والدي.. وأنا لا أستطيع الذهاب.. وقتنا ضائع بين ذهابٍ وعودةٍ.. قلت

له.. لنا سنتين لم نذهب.. اذهبوا أنتم رتبت حجزي.. حزمت حقائبي..

سأغادر مدينتي إلى العاصمة..

أمكث فيها ثلاثة أيام.. أحتاج إلى كثير من الهدايا..

في الطريق فرح ابني..

سنذهب إلى فلان.. وفلان.ز وعدّد الكثير من الأسماء..

لم تغب عن ذاكرته

وعندما دخلنا المدينة سأل عنهم..

قلت.. ليس الآن..

بعد ثلاثة أيام..

في هذه المدينة تتذكر الوطن.. السواح في كل مكان..

السُمرة تعلو الوجوه.. وتُرى العباءة في الأسواق..

فرحت بهذا القرب من الوطن

بدأنا نقترب..

يومٌ أو يومين ونحن هناك

في اليوم الأخير لنا هنا.. بعد أن انتهيت من شراء ما أحتاجه..

ذهبت بابني إلى الحديقة

البط قريبٌ جدّاً.. والحمام يلامس يدك..

الناس في كل مكان.. والأطفال.. يمرحون

بدأ ابني يرمي ببقايا الأكل إلى البط حتى اقتربن

على كرسي جلست وحيدة.. وكان بجوار ابني طفل يحادثه..

ما أسرع المعرفة.. إنه صفاء القلوب..

ناديت ابني ساسمه..

وأتت بدلاً عنه أم الطفل الذي بجواره..

سلّمت وهشت ورحبت..

سائحةٌ مثلي..

قلت بفرح.. لا بل مغادرة..

كالطفلة أحتاج إلى من يحادثني..

امتدحت المكان وفرحة الصغار..

دعتني لشرب الشاي معهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق