الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

ساعة الخطر

ساعة الخطر


ماذا يصنع الناس في ساعة الخطر؟

إن كل إنسان مؤمناً كان أو كافراً يعود ساعة الخطر إلى الله؛

لأن الإيمان مستقر في كل نفس حتى في نفوس الكفار، ولذلك قيل له:

"كافر"، والكافر في لغة العرب "الساتر" ذلك أنه يستر إيمانه ويغطيه،

بل يظن هو نفسه أن الإيمان قد فقد من نفسه،

فإذا هزّته الأحداث ألقت عن غطاءه فظهر.

قريش التي كانت تعبد هُبل واللات والعزى إنما كانت تعبدها ساعة

الأمن، تعبدها هزلاً منها. فإذا جدَّ الجدُّ، وركب القرشيون السفينة،

وهاج البحر من حولها بموج كالجبال،

وصارت سفينتهم بيد الموج كريشة في كفّ الرياح، وظهر الخطر،

وعمّ الخوف؛ بدا الإيمان الكامن في أعماق النفس،

فلم تُدْعَ اللات والعزى ولا هاتيك "المَسْخرات".

ولكن دعت الله رب الأرض والسماوات، وعندما تغرق السفينة،

وتبقى أنت على لوح من الخشب بين الماء والسماء،

لا تجد ما تصنع إلا أن تنادي: يا الله.

وعندما تضل في الصحراء، ويحرق العطش جوفك،

وترى الموت يأتيك من كل مكان، لا تجد ما تصنع إلا أن تنادي: يا الله!

وعندما تتعاقب سنوات القحط، ويمتد انقطاع المطر،

وفي غمرة المعركة العابسة التي يرقص فيها الموت،

وعندما يشرف المريض، ويعجز الأطباء؛ يكون الرجوع إلى الله،

هنالك ينسى الملحد إلحاده، والماديُّ ماديته، والشيوعيّ شيوعيّته،

ويقول الجميع: يا الله!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق