الاثنين، 2 أكتوبر 2023

امتهان النعمة

 امتهان النعمة



عباد الله، إذا قارنّا بين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك،

وبين ما عليه غالب الناس اليوم من امتهان للنعمة، وإسراف في عمل الأطعمة،

وإهدارها تبيَّن لك الفرق العظيم، وخشيت على الناس أن تصيبهم العقوبة العاجلة،

فترى كثيرا من الناس في حفلات الزواج، والعزاء،

وغيرها من الولائم الكبيرة التي تقرب فيها موائد الأطعمة، واللحوم بأنواعها،

ثم لا يؤكل منها إلا القليل، والباقي يرمى في القمامة.


وإنه لمنظر محزن، ومؤلم عندما يرى الإنسان قدورا وصحونا مليئة بالأطعمة

لو تجمع عليها العشرات وربما المئات لأشبعتهم،

وهناك الملايين الذين لا يرون هذه النعمة ولا يعرفونها،

وربما كان عشاؤهم بعض الخبز اليابس أو ما يجدونه في القمامات،

فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن مع هذا أقول لو أخطأ الإنسان في تقدير الوليمة

ونقص حضور المدعوين لها، وفاض كثير من الطعام،

فهذا معذور لأنه لم يتعمّد التبذير، وإنما حديثي لمن لم يعرفوا الجوع يوما

من الأيام، ولم يقاسوا ألمه، ويذبحون المواشي الكثيرة،

من أجل المباهاة والافتخار، ولتسمع بهم القبائل أنهم كرماء، ثم لا يهمهم،

ما يؤكل منها، وما لا يؤكل، أقول لهم: اتقوا الله في احترام جوار نعمة الله،

اسألوا الآباء عن المعاناة التي عاشوها في زمانهم،

وعن ألم الجوع الذي قاسوه في زمانهم، ستسمع حديثا عجبا،

كانوا لا يجدون لقمة العيش، حتى يتغربوا ويسافروا إلى بلاد أخرى،

ويتركوا أهلهم وأطفالهم زمناً طويلا، مع عدم وسائل الاتصال،

والمواصلات، وربما مات بعض أهله وهو لا يعلم بهم، إلا عند عودته،

والآن لما أكرمنا الله بهذه النعم، نسينا تلك المآسي والمعاناة،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق