أحمد بخيت في رائعته الشعرية
إنَّ الذينَ يحاربون مُحَمَّداً ....
ظُلَمٌ يبدِّدُها الضَّياءُ السَّاري
هذي يدايَ، وهذه أوزاري .... فامنُنْ
بعفوِ القادرِ الغفّارِ
آتٍ بحبِّ محمَّدٍ، ومحمَّدٌ .... هوَ
رحمةُ الباري لِخَلْقِ الباري
لَمَّا وقفتُ أمامَ بابِ مُحَمَّدٍ ....
كرَّمت باسْمِ مُحَمَّدٍ أشعاري
واللهِ مُذْ غنّيتُ باسْمِ المصطفَى ....
ما مَرَّ شيطانٌ على قِيثَارِي
تتوضّأ الكلماتُ فوقَ أناملي ....
وَتَجِيءُ ساجدةً إلى أَوْتَاري
إنِّي لأَشْهَدُ أن حُبَّ المصطفَى ....
قَدْ فضَّ خَتْمَ فَمِي، وفكَّ إساري
وَجَلاَ بنُورِ اللهِ ليلَ بصيرتي ....
لأراهُ ملءَ السمعِ والأبصارِ
أَنَّي أقولُ لَقَدْ مَدَحْتُ مُحَمَّداً
.... وأنا الذنوبُ، وذِكْرُهُ استغفاري؟!
إني مدحت مُحَمَّداً بمُحَمَّدٍ ....
وذبحتُ كِبْري لحظةَ استكْباري
عارٌ على مَنْ ذاقَ حُبَّ مُحَمَّدٍ ....
أن لا يجيءَ بأروَعِ الأسرار
لم تحرسِ الغارَ الحمامةُ، إنَّمَا ....
حرسَ الحمامةَ نُورُه في الغارِ
الحمدُ للهِ الَّذِي يختارُنا .... من
خلقِهِ لِمَحَبَّةِ المختارِ
ما دامَ في جنبَيَّ حُبُّ محمَّدٍ ....
فالكونُ، كلُ الكونِ، تحتَ إزاري
شرَفُ المكانِ منَ المَكِينِ، محمَّد ....
جعلَ الترابَ مكلَّلاً بالغارِ
تشريف مكة أنها وُلِدَت له ....
فمُحَمَّدٌ هُوَ كَعْبَةُ الأبرارِ
لا هجرةٌ إلاّ لهدْيِ محمَّدٍ ....
ومُحَمَّدٌ هُوَ نَاصِرُ الأنصارِ
شرفت وجوه الناس يوم أقامها .... لله بعد
عبادة الأحجار
يَا كَمْ سَأَلْتُ اللهَ: هَبْنِي جَنَّةً
.... يا كَمْ عبدتُ عبادةَ التجّارِ
وصرختُ: يا ربِّي أخافُ جَهَنَّماً ....
حتَّى انجلى بالنُّورِ خوفُ النارِ
ناديت: يا الله، حبك غايتي .... أتمم
عليَّ عبادة الأحرارِ
من يعبدونَ اللهَ جَلَّ جلالُهُ .... لا
يُفتَنونَ بِفِتنَةِ الأغيارِ
خَشَعَتْ جوارِحُهُم خُشُوعَ قُلُوبِهِمْ
.... وَتَسَتَّرُوا بِمَحَبَّةِ الستَّارِ
الواقفينَ على بِساطِ مُحَمَّدٍ ....
يتوقّدونَ توقُدَ الأنوارِ
لا ينتمونَ لِغَيرِ نُورِ مُحَمَّدٍ ....
ومحمَّدٌ للواحدِ القهّارِ
إنَّ الذينَ يحاربون مُحَمَّداً ....
ظُلَمٌ يبدِّدُها الضَّياءُ السَّاري
صُمُّ المسامعِ، خُوَّن أبصارُهُمْ ....
بُهْتُ المقالةِ، فاسِقُو الأخبارِ
وضَعُوا مراياهُمْ أمامَ قُلُوبِهِمْ ....
فعموا بما فيها مِنَ الأَوْضَارِ
ومُحَمَّدٌ فِي البِرِّ سِدْرَةُ
مُنْتَهىً .... تَرْنُو العُلاَ لعُلاَهُ فِي إكْبَارِ
هل ينقمون على النبي محمَّدٍ .... أن جاء
من .. وإلى .. بلا أوزار؟
صافي السريرة، لا يكدّر صفوَه .... ما في
قلوب الناس من أكدار
أيُعابُ مَنْ يدعو لربٍّ واحدٍ .... من
غير قهرٍ ولا إجبارِ؟
من ذا يجادل في طهارة سيرةٍ .... هي حُجّة
المولى على الأطهار؟
من ماتَ ودِرعُهُ مرهونةٌ .... أنَّى
يُقاس ببائعٍ أو شارِ؟!
كم جاع كي يجد الفقيرُ طعامه .... وسخا،
ولم يعتلَّ بالإعسار
من لو أراد لكان موطئُ نعله .... عدد
الحصى من فِضَّةٍ ونُضار
جئني بأكرم منه، لا تأتي به .... حتى ولو
أبلستَ في الإنكار
الله أفرد في الكرامة خلقه .... فأتى على
وعد من الأقدار
سلاماً لمن ألقى السلام، ورحمةً ....
للعالَمين، ورايةَ استبشارِ
ما كان خصم الناس مهما خاصموا .... بل كان
خصم الشرِّ في الأشرار
ما استلّ سيف الله يوم كريهةٍ .... إلاّ
لنصر الخير والأخيار
نعم الأمانُ لكل عبدٍ مؤمنٍ .... ولجاره
الذِمِّيِّ خيرُ جِوارِ
مَا بَالَغَ الكُفَّارُ فِي إيذائِهِ ....
إلاّ دَعَا لِهِدَايَةِ الكفَّارِ
رحب المحبة، لا يضيق حنانه .... بالطير،
والحيوان، والأشجارِ
صلّى عليكَ اللهُ يا مَنْ بِاسْمِهِ ....
يترنّمُ الكَرَوَانُ في الأسْحَارِ
صلَّى عليك الله ما زكّى الندى ....
وتصدَّق البستان بالأعطار
صلَّت عليك الآدمية كلها .... مِنْ
"كُنْ" .. لآخِرِ .. آخِرِ الأعمارِ!
كمـ وصلتني ـا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق