السبت، 22 سبتمبر 2012

مدى الحياة

مدى الحياة

إن هاتين الكلمتين تعطيان انطباعًا في مكنون الأنفس أن فترة الضمان "طويـلة جدًا" لأنها "مدى الحياة" !!

ولكن ما هذاالمنطق العجيب؟ إن هذا المنطق الخادع ينبني أساسًا على رغبة الإنسان الشديدة

في الخلود وتناسيه أن الحياة قصيرة جدًا لا يعلم مدى قصرها إلا الله.

وذلك على الرغم من أن الله تعالى يعطينا عبرة وعظة فيمن يفارقونها كل يوم,

فيمن نصلي عليهم الجنازة كل يوم!!

ولكن نفس الإنسان الشغوفة بالخلود تستبعد غالبًا فكرة الموت عنها وإن كانت تتقبلها للآخرين!

وتذهب وتصلي عليهم الجنازة ثم تنصرف
إن هذه الثغرة في النفس البشرية هي التي مكنت إبليس, لعنه الله, من إغراء آدم, عليه السلام,

للأكل من الشجرة, شجرة المعصية

قال تعالى

"فوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ
لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ

مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ"

(الأعراف:20)

ويتضح للمتأمل أن حب الخلود كان ومازال مدخلًا عظيمًا للشيطان إلى

التمكن من إغواء النفس بالمعصية,

وما معاصينا التي نقترفها كل لحظةٍ إلا إعادة للأكل من شجرة المعصية, كما فعلها أبونا آدم

ولنفس السبب وهو النسيان, نسيان أننا قد نفارق الحياة في أي لحظة وأننا محاسبون لا محالة على

الأكل من شجرة المعصية, وقلة العزم عن مجاهدة الهوى والشيطان


قال تعالى

"وَلَقَدْعَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا"

( طه:115)

فلنتذكر دائمًا أننا مفارقو الحياة لا محالة, وأنها قصيرة مهما ظنناها ممتدة ولنعقد العزم دائمًا

على مجاهدة النفس والهوى والشيطان لكي نفلح في امتحان الحياة.
تصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق