بسم الله الرحمن الرحيم
من عومل السعادة أن يعيش
المرء بين أناس يحبهم و يحبونه ،
وهذه الحقيقة تنطبق على
الجميع كبارًا وصغارًا .
الأطفال بحكم رقة مشاعرهم
يحتاجون إلى مصدر دائم للحب يعطيهم الإحساس بالأمان
ويكون عاملًا في استقرارهم
النفسي ويساعدهم على اكتساب الثقة بالنفس .
عادة يكون هذا المصدر هو
الوالدان .
يحتاج الطفل إلى تطمين مستمر
بأن حب والديه له دائم لايتوقف وثابت لايتناقص
في كل الأحوال والظروف ومهما
كانت نوعية تصرفاته .
إن سماع الطفل لكلمة أحبك
بشكل متكرر له مفعول السحر في توازنه النفسي .
يخطئ الأبوان كثيرًا حين
يقولان لطفلهما ” إذا عملت كذا فلن أحبك “ ، أو ” لم أعد أحبك ” ،
وذلك لأن إحساس الطفل بأن حب
أبويه مشروط بحسن تصرفه يصيبه بالقلق ويزيد من شغبه
ومشاكساته وهذا هو العكس
تمامًا لما كان يهدف إليه الأبوان من استخدام الجملة السابقة .
حين يخطئ أحد أولادنا في
تصرفه بإمكاننا أن نقول
” أنا أحبك كثيرًا ولكنني
غاضبة منك لأنك فعلت كذا “ ،
وهذا الكلام يحقق الصدق الذي
أمرنا الله بالإلتزام به ،
فنحن في الحقيقة نحب أبناءنا
حتى ولو شاغبوا أو فشلوا أو عصونا ….
نحن نحبهم في كل أحوالهم
ولانكرههم أبدًا بل نغضب منهم فقط .
إذاً علينا أن نسعى جهدنا
لنجتنب الكذب الذي تنطوي عليه جملة ” لم أعد أحبك ” .
** لا يستطيع الأبناء البدء
في أداء طاعاتهم من حيث انتهى الأبوان .
فحين نتعامل مع طفل في
السادسة مثلًا علينا أن نتذكر كيف كان أداؤنا
نحن للطاعات في ذلك العمر،
وليس من الإنصاف أن نقارن بين
ما يفعله طفلنا وهو في سن
السادسة وما نفعله نحن الآن .
إن ماوصلنا إليه من الطاعات
في عمرنا الحالي لم يأت بين يوم وليلة ،
بل هو حصيلة سنوات طويلة من
البناء . وإذا كان كل منا قد احتاج لكل تلك السنوات
للوصول
إلى ما وصل إليه ، فلماذا نستنكر هذا الأمر على أولاد نا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق