للأخلاق حد متى جاوزته
صارت عدوانًا, ومتى قصّرت عنه كان نقصًا
ومهانة, فللغضب حد وهو
الشجاعة المحمودة, والأنفة من الرذائل
والنقائص, وهذا كماله.
فإذا جاوز حده, تعدى صاحبه وجار, وإن نقص
عنه, جبن ولم يأنف من
الرذائل.
وللحرص حد, وهو الكفاية
في أمور الدنيا, وحصول البلاغ منها, فمتى
نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة,
ومتى زاذ عليه, كان شرها ورغبة
فيما لا تحمد الرغبة
فيه.
وللحسد حد وهو المنافسة
في طلب الكمال, والأنفة أن يتقدم عايه نظيره,
فمتى تعدى ذلك صار بغيًا
وظلمًا يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود,
ويحرص على إيذائه, ومتى
نقص عن ذلك, كان دناءة وضعف همة
وصغر نفس.
قال النبي صلى الله
عليه وسلم:
( لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق,
ورجل آتاه الله الحكمة
فهو يقضي بها ويعلمها الناس )
البخاري في العلم 1\165
(73) , وفي الزكاة 3\276 (1409)
ومسلم, فهذا حسد منافسة
يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل
المحسود, لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق