تحصل كثيراً أن ندخل بيوتاً جميلة ونظيفة وجديدة كذلك، لكن ما أن نستقر
داخلها يداهمنا التعب والإنهاك الجسدي وإن خرجنا منها نبدأ بالتحسن.
وهناك بيوت يشعر ساكنيها بالضغط النفسي الذي يترجموه على شكل
خلافات وصراخ بين بعضهم البعض بل إن هناك بيوتاً يتقافز الأطفال
فيها ويخرجون عن السيطرة في اللعب ويضربون بعضهم
ويصرخون كل الوقت ..
أول ما يخطر ببالنا عن هذه البيوت أنها مسكونة بكائنات روحية..
وهي قد تكون كذلك .. لا يجب أن نستبعد هذا الاحتمال؛ لأننا مسلمون
ونؤمن بالكائنات الروحية من جن وغيرها مما لا نعرف ..
لكن لا يجب أن نضع هذا الاحتمال أولاً ..
المفروض أن يكون الأخير .. لأن الأسباب الأولى على الأغلب تكون طاقة
البيت نفسه من توزيع الأثاث الخاطئ أو استخدام مواد يجب ألا تستخدم
في غرف معينة أو ألوان محفزة أو مهدأة في غير محلها مما ينعكس
على نفسية ساكنيه وصحتهم ..
فالبيوت التي تحتوي على أطفال لا يجب أن تكون الغرف التي يتواجدون فيها
مطلية باللون الأصفر أو الأحمر أو كلاهما .
معاً هذا الألوان تؤثر على الأطفال على شكل تحفيز عقلي وجسدي مما
يجعلهم يفقدون السيطرة بينما تؤثر على الأكبر سناً بشكل أقل ..
وغرف النوم المصنوع أثاثها على شكل زوايا أو تحتوي المعادن أو نوابض
داخل مرتبة السرير أو مطلية بالألوان الحارة كالأحمر والبرتقالي
ودرجاتهم تعتبر محفزة ولا يشعر النائم فيها براحة وقد لا يدرك أن ما تراه
عيناه من ألوان وما يؤثر على مجاله الطافي من معادن هو السبب ..
وهناك أمر مهم وهي تلك الرموز التي تؤثر في الإنسان دون أن يشعر بذلك
مثل صور الغروب أو اللوحات لأماكن مقفرة أو صور لشخص حزين
أو تلك الصور لوجه تنزل منه دموع .. .
كلها تراها العين ونفهم شكلها خارجياً لكن مع الأيام تشكل رموزاً في
اللاوعي للكآبة على درجاتها حسب قوة شخصية من يرى الصور ..
من المهم إصلاح المكسور من الأثاث وترميم الخدوش والتشققات والأدراج
صعبة الفتح في البيت لأن العيش وسطها واستخدامها يومياً يترجم
في اللاوعي صعوبة في الحياة ..
بشكل عام هناك علاقة بين شكل البيت وصحة ساكنيه ..
بقلم: د. مها هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق