الخميس، 3 يناير 2013

ومــن يـــأبــى؟


هذا الحديث حديث صحيح رواه البخاري في الصحيح :

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى،

قيل يا رسول الله ومن يأبى؟

قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى )

معناه أن أمته التي تطيعه وتتبع سبيله تدخل الجنة، ومن لم يتبعه فقد أبى،

من تابع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووحد الله واستقام على

الشريعة فأدى الصلوات وأدى الزكاة وصام رمضان وبر والديه،

وكف عن محارم الله من الزنا وشرب المسكرات وغير ذلك فهذا يدخل الجنة،

لأنه تابع الرسول - صلى الله عليه وسلم .

 

أما من أبى ولم ينقد للشرع فهذا معناه قد أبى،

معناه أنه امتنع من دخول الجنة بأعماله السيئة،

هذا هو معنى الحديث.

فالواجب على المسلم أن ينقاد لشرع الله،

وأن يتبع محمداً عليه الصلاة والسلام فيما جاء به،

هو رسول الله حقاً، وهو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام .

قد قال الله في حقه :

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

 

فاتباعه - صلى الله عليه وسلم - من أسباب المحبة، محبة الله للعبد،

ومن أسباب المغفرة، ومن أسباب دخول الجنة.

أما عصيانه ومخالفته فذلك من أسباب غضب الله ومن أسباب دخول النار،

ومن فعل ذلك فقد أبى،

من امتنع من طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد أبى،

فالواجب على كل مسلم؛ بل على كل أهل الأرض، من الرجال والنساء

والجن والإنس الواجب عليهم جميعاً أن ينقادوا لشرعه

صلى الله عليه وسلم وأن يتبعوه وأن يطعيوا أوامره وينتهوا

عن نواهيه وهذا هو سبب دخول الجنة.

 

قال الله جل وعلا :

{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }

وقال سبحانه:

{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا

وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ }

ويقول سبحانه :

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

وقال قبلها سبحانه وتعالى:

{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ }

– أي بمحمد عليه الصلاة والسلام

{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ ونَصَرُوهُ واتَّبَعُوا النُّورَ الَذِي أُنزِلَ مَعَهُ

أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }

 

وقال جل وعلا في كتابه المبين :

{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

والآيات في هذا المعنى كثيرة، فالواجب على كل عاقل وعلى كل مسلم،

أن يوحد الله، وأن يلتزم بالإسلام وأن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم

ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه فهذا هو سبيل الجنة وهذا هو طريقها،

ومن امتنع من هذا فقد أبى

نسأل الله السلامة.

شرح الشيخ ابن باز رحمه الله

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق