الجمعة، 8 نوفمبر 2013

وصية عمرو بن كلثوم بنيه

عن ابن الكلبي، عن رجل من النمر بن قاسط قال :
لما حضرَتْ عمرَو بنَ كلثوم الوفاةُ –
وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة - جمع بنيه فقال:
 
يا بَنِيَّ، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي،
ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت.
وإني واللهِ ما عيَّرْتُ أحدًا بشيء إلا عُيِّرْتُ بمثله،
إن كان حقًّا فحقًّا، وإن كان باطلاً فباطلاً.
ومَن سَبَّ سُبَّ؛ فكُفُّوا عن الشتم؛ فإنه أسلم لكم.
وأحسنوا جواركم؛ يَحْسُنْ ثناؤكم
وامنعوا من ضَيْم الغريب؛ فرُبَّ رجلٍ خيرٌ من ألفٍ، وردٍّ خيرٌ من خُلْفٍ
وإذا حُدِّثْتُم فَعُوا، وإذا حَدَّثْتُم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار
وأَشْجَعُ القومِ العَطُوفُ بعد الكَرّ، كما أن أكرم المنايا القتل.
ولا خير فيمن لا رَوِيَّة له عند الغضب، ولا مَن إذا عُوتب لم يُعْتِب
ومِنَ الناس مَن لا يُرْجَى خيرُه، ولا يُخاف شرُّه؛ فبَكْؤُه خير من دَرِّه ،
وعقوقُه خير من بِرِّه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق