الخميس، 22 أكتوبر 2015

كيف تعالج مريضك بالصدقة ؟

  وهل تريد أن يكون علاجك له بالصدقة علاجاً سريع الأثر عظيم
وإذا أردت معالجة مريضك بالصدقة لتجني ثمرة ذلك بإذن الله تعالى
 مثلما جناها أصحاب القصص الواقعية المرفقة ،
 فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :

أولاً
إذا أردت أن يكون شفاء مريضك بالصدقة سريعاً تامًّا فتصدق من طـيِّب مالِكَ
 الذي أعطاك الله تعالى فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً
 كما جاء في الحديث الصحيح

 وقد قال تعالى :

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ
مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ
 إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيـدٌ }
 [ البقرة: 267 ] .

ثانياً :
 إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّـة شفـاء مريضك ،

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 ( إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى ) 
  رواه البخاري .

ثالثاً
إن كنت غَنِـيًّا فكُن سَخِـيًّا في صدقتـك ،

( وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم سَخياً كريمـاً
 يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر )
 رواه مسلم .

رابعاً
اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ، فكلما كان العمل أكمل
وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ،
 وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ،
 والذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم :

( ورجل تصدق بصدقـة فأخفاها حتى لا تعلم يمينـه ما تنفق شماله ) 
  متفق عليه

 وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل .

خامساً
 لكي تكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك
 محتاجاً صالحاً تقياً كما جاء في الحديث

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي )  
 رواه الترمذي وأبو داود
وهو حديث حسَن ،

 وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقة كلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظـم ! ، 
  مع العلم أن

 ( فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ )
 متفق عليه مرفوعاً ،

 فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع
 حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك
فسوف يُشفى إن شاء الله تعالى ، والله واسع عليم .

سادساً
حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلا تقل  سأجَرِّب ، بل كان جازماً موقناً واثقاً
 بأن الله  تبارك وتعالى  سيشفي مريضك ، ولا تستعجل النتيجة ،
ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاً به
فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع
 والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء

 { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.

فأحسن الظن به وأنه سيشفي مريضك  فالله عند حسن ظن عبده به
 ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ما أحسن الظن به .

سابعاً
إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك  وهذا قد يحصل
ولكنه نادر جداً  فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقة
 أن صدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى
 سبحانه وبحمده  ، وأنه إن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً
 أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمة ربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض
 أحياناً حتى لو تصدَّق ، بل قد يلطف بعبده المتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص
 من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضك وتخلصوا من الذنوب
 والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبوله صَدَقتكم وشفائه
 ومعافاتـه ما لا يخطر لكم على بال !

وقد قال تعالـى :

{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَـةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }،

 ولذا قيل في الحِكَم الشرعية :
[ ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة ] .

ثامناً
إذا شفى الله مريضك وأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد
 والشكر والهج بذلك كثيراً قائلاً

 { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
 لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناً عظيماً بالزيادة لمن وفقه لشكره

حيث قال تعالى في كتابه الكريم :

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ  }
 [ إبراهيم: 7 ] ،

 فمن مثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه
فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض ،
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :

 ( عجباً لأمر المؤمن ! ، إن أمره كله خير ،
 وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن،
 إن أصابته سَرَّاءَ شكَرَ فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )
رواه مسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق