الأحد، 18 أكتوبر 2015

الخوف من الذُّنوب

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
 عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: 
 
( إن المُؤمنَ يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل يَخافُ أن يَقَعَ عَليه
وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه فقال لَهُ هكذا )
 رواه الترمذي وأحمد  .
 
وقال الله تعالى :
 
{ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
 
، فالمؤمن لا ينظر إلى نفسه إلاّ بعين اللوم والمحاسبة ولا ينظر إليها
بعين الفخر والتزكية والعجب . وهكذا فهو بذلك يرقى في مراتب القرب
من الله غير ملتفت إلى ما حصل عليه من ثواب آملا المزيد ، بل يخاف
من الذنوب والخطايا مهما كانت صغيرة فرب مهلكة صغيرة أحبطت أعمال
خير كثيرة ، ولسان حاله يقول : لا تنظر إلى صغر ذنبك ولكن انظر لمن
عصيت!! وإن أكبر عقبة في اكتساب درجات القرب من الله تعالى هو
التهاون في المعاصي. فالمؤمن يخاف ذنوبه مهما كانت صغيرة و يراقب
نفسه ، ويستغفر الله مما ألمّ به من ذنوب على الدوام ، فرب صغائر
اجتمعت على صاحبها فأهلكته ، كما سبق في الحديث
 
. لذلك فالمؤمن يخشى الله ويَتَّقْهِ ويرجو رحمته وثوابه ولا يتَّكِلَ إلى عمله
مهما قدم من أعمال صالحة .
 
وهذا الأسلوب وسيلة لتزكية النفس وتطهيرها مما يلمّ بها من ذنوب
ومعاصي مهما كانت صغيرة . وفي مقابل ذلك إن رأى ذنبا من غيره
 ستره والتمس لصاحبه العذر فذلك دأب الصالحين دوما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق