الأحد، 14 فبراير 2016

الناس ثلاثة أقسام في استعمال جوارحهم

 
الأول :
من استعمل تلك الجوارح فيما خلقت له ، و أريد منها ،
 
 فهذا هو الذي تاجر الله بأربح التجارة ،
 و باع نفسه لله بأربح البيع .
 
و الصلاة وُضعت لاستعمال الجوارح جميعها في العبودية
 تبعاً لقيام القلب بها
 
و هذا رجلٌ عرَف نعمة الله فيما خُلق له من الجوارح
و ما أنعم عليه من الآلاء ، و النعم ،
 
 فقام بعبوديته ظاهراً و باطناً و استعمل جوارحه في طاعة ربِّه ،
 و حفظ نفسه و جوارحه عمَّا يُغضب ربه و يشينه عنده.
 
 
و الثـاني :
من استعمل جوارحه فيما لم تُخلق له ،
 بل حبسها على المخالفات و المعاصي ، و لم يطلقها ،
 
 فهذا هو الذي خابَ سعيه ، و خسرت تجارته ،
و فاته رضا ربَّه عزَّ و جل عنه ، و جَزيل ثوابه ،
 و حصل على سخطه و أليم عقابه.
 
 
 و الثـالث :
مَن عطَّل جوارحه ، و أماتها بالبطالة و الجهالة،

فهذا أيضا خاسر بائر أعظم خسارة من الذي قبله ،
فإن العبد إنما خُلق للعبادة و الطاعة لا للبطالة .
 
و أبغض الخلق إلى الله العبد البطَّال الذي لا في شغل الدنيا
 و لا في سعي الآخرة.
 
 بل هو كلّ على الدنيا و الدين ، بل لو سعى للدنيا و لم يسع للآخرة
 كان مذموماً مخذولاً ،
 و كيف إذا عطّل الأمرين ، و إنَّ امرء يسعى لدنياه دائما ،
 و يذهل عن أُخراه ، لا شكَّ خاسر .
 
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق