الاثنين، 30 يناير 2017

عبادة الاستهداء


كيف أعبد الله بعبادة الاستهداء؟

هناك مشاعر داخل القلب لهذه العبادة. أن يكون في القلب خوف
 من الطرق الجائرة. خوف من أن نسير طريق يبعدنا عن طريق الله،
 
عبادة الاستخارة
 موجودة ومطلوبة، لكن مع عبادة الاستخارة هناك عبادة الاستهداء،
أي تطلب منه سبحانه وتعالى أن يهديك إلى القرار الصحيح،
وهذه عبادات مساندة بعضها لبعض تعيّشك طوال الوقت مع الله،
وتجعلك محققا لقوله تعالى:
 
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
 
تحقق هذا بأن يبقى قلبك طوال الوقت مع الله.
 
تستخير فعلًا.
تستهدي قلبًا.
تتوكل عليه عزمًا.
 
تخاف أن
تتصرف مع ابنك هذا التصرف فتكون سببا لرده عن الطريق المستقيم،
 
خائف أن
 تتصرف مع الزوج فيكون غضب الله عليك لأنك تصرفت بهذا التصرف،
 
خائف أن
 تشتري هذا البيت فيكون سببا لذهاب البركة.إذن الخوف مصدر
عبادة الاستهداء.
 
 الذي يمنعك من عبادة الاستهداء عكسه:
 الطمأنينة للنفس، الطمأنينة لقراراتنا.
 
 الشروط التي تتحقق بها عبادة الاستهداء :
لا تتحقق عبادة الاستهداء وأنت في حالة من الاستغناء أبدا، إنما شرطها
الرئيس هو الشعور بالفقر الشديد، فإن العبد لو شعر بحقيقة نفسه وأنه
 لا يملك أن يحرك لنفسه أو لغيره مقدار ذرة لابد أن يكونحاله أنه فازع
إلى الله، يطلب منه أن يدله الصراط المستقيم.
 
-  ثم يأتي بعد الفقر الذل، أي أن هذه العبادة لا تكون عبادة كما ينبغي
 إلا إذا كنت تام الذل والانكسار بين يدي الله -عز وجل-،كأنك تقول لنفسك
أنا لا شيء، إنما الأمر كله لك والشأن كله في التدبير لله.ومن أجل أن
يتحقق هذان الأمران ومن أجل أن تُحسِن في عبادة الاستهداء علينا
أن نغذي أنفسنا باسم الله (القيوم).
 
 ما معنى أن الله قيوم؟
أنه سبحانه وتعالى قائم على كل نفس بما كسبت؛ فهو سبحانه وتعالى
الذي يقوم على الخلق يرشدهم ويدلهم، ويحفظهم ويؤويهم، ويبعدهم
 عن الشرور، فهو سبحانه وتعالى القيوم المدبر للأمور. فمتى شعرت أنه
سبحانه وتعالى يدبر وأنه سبحانه وتعالى قائم على هذه النفوس يدفعها
ويمنعها وييسر لها، كانت ثقتك كلها به، فتكون كل ثقتك بالله أن يدلك على
الطريق الذي يرضاه، وهو قائم على الخلق يدبر شؤونهم سبحانه وتعالى
وييسر أمورهم.
أ.أناهيد
 
قال شريح - رحمه الله -
إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات ، أحمد إذ لم يكن أعظم
منها ، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها ، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما
أرجو من الثواب ، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني
سير أعلام النبلاء [ 4 / 105 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق