الأربعاء، 1 فبراير 2017

من أدب النبي


{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا }
بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد
الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
 ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
 
في الإسلام عقائد و معاملات و عبادات و آداب:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس
 يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:
 
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا
يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11) }
 ( سورة المجادلة)
 
 أيها الأخوة، كما تعلمون جميعاً في الإسلام عقائد وهي أخطر شيء في
الإسلام، إن صحت صحّ العمل، وفي الإسلام عبادات بعضها شعائري
 وبعضها تعاملي، وفي الإسلام معاملات، أحكام الزواج والطلاق،
والقرض، والحوالة، والكفالة، وما إلى ذلك، وفي الإسلام آداب
هذه  الآية من فرع الآداب:
 
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا }
 ( سورة المجادلة)
 
 يعني اسمح لأخيك أن يجلس إلى جانبك، افسح له قليلاً، تلطف به، وإذا
أردتم التوسع في هذه الآية القرآن الكريم على إطلاقه، تمشي أنت
 في مركبة رأيت من يحاول أن يتجاوزك، حينما يبدأ بالتجاوز ترفع
السرعة إلى أن تحرجه، لماذا ؟ افسح له ليتجاوزك، يعني كلما وجدت
لأخيك حاجة حققها له، هذا هو المؤمن، أما هذا التنافس وهذا التزاحم
وهذه الأثرة ليست من صفات المؤمن، والحقيقة هذا ينقلنا إلى الآداب
 في الإسلام
 
الآداب في الإسلام:
هناك آداب للطعام، آداب للجلوس، آداب في الطريق، آداب في استقبال
 الضيف، آداب في توديعه، آداب في الزواج، آداب في السفر، آداب
 في السفر، آداب في الحضر، آداب في الحج، آداب في العمرة،
 كما أقول هناك عقائد وعبادات ومعاملات لكن الآداب تشغل حيزاً كبيراً
جداً في الإسلام، المؤمن جلسته فيها أدب، مشيه فيه أدب، يرتدي ثيابه
بأدب، هذه كلها آداب، لكن لو أردتم أن تقفوا على أدب النبي
عليه الصلاة والسلام، الذي يقال دائماً ما هذا الأدب يا رسول الله ؟
 ورد في بعض الكتب أنه قال أدبني ربي فأحسن تأديبي.
 
من أدب النبي عليه الصلاة والسلام أنه:
1 ـ كان جم التواضع وافر الأدب:
لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام جم التواضع، وافر الأدب، ما سحب
يده ممن يصافحه، يبدأ الناس بالسلام، وينصرف بكله إلى محدثه، أحياناً
 تجلس مع إنسان يقرأ جريدة، يتشاغل عنك، وينصرف بكله إلى محدثه،
قال بعض الشعراء:
 
وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به
***
 
2 ـ يبدأ الناس بالسلام وينصرف بكله إلى محدثه:
كان مستمعاً من أعلى أنواع الأدب في الاستماع، كان جمّ التواضع،
 وافر الأدب، يبدأ الناس بالسلام، وينصرف بكله إلى محدثه، صغيراً كان
أم كبيراً،
 
3 ـ آخر من يسحب يده إذا صافح:
ويكون آخر من يسحب يده إذا صافح، هناك إنسان يصافح بثلاثة أصابع،
أما المؤمن بكل يده أهلاً وسهلاً يشد على يدك، سلام حار في أدب،
وإذا تصدق وضع الصدقة بيديه في يد المسكين، بيده مباشرة جبراً
لخاطره.
 
4 ـ يجلس حيث ينتهي به المجلس:
وإذا جلس جلس حيث ينتهي به المجلس، أنا لا أصدق معركة فيها قائد
جيش هذا القائد هو زعيم الأمة، هذا الزعيم هو رسول الله،
 
5 ـ لم يرَ ماداً رجليه قط:
لم يرَ ماداً رجليه قط، أدباً مع أصحابه، أحياناً إنسان يجلس ويباعد بين
رجليه منظر مزعج، أو يضع رجلاً على رجل استعلاءً، لم يرَ ماداً رجليه
قط، ولم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته، علمنا أنه: برئ من النفاق من
أكثر من ذكر الله، وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق