السبت، 4 فبراير 2017

طلاب جامعيون يفضلون العمل في المقاهي

 
زبائنهم « الخواجات » منبهرون من تخلي السعوديين
عن فكرة « الكراسي الدوارة »
طلاب جامعيون يفضلون العمل في المقاهي
أفضل من الجلوس فيها «عاطلين»!

لا تستغرب عندما تدلف إلى أحد المقاهي "كوفي شوب" بمدينة الخبر
فتجد أن من يقدم الخدمة هم طلبة سعوديون لم تتجاوز أعمارهم العقد
الثاني..شباب قادوا التغير وسلاحهم التحدي لإثبات بأن السعوديين
لا يحلمون فقط ب"الكراسي الدوارة" وإنما يحلمون ببناء مستقبلهم.
.شباب تعاظمت لديهم ثقافة العمل من أجل اكتساب الخبرات وطرق التعامل
 مع ثقافات مختلفة من دول العالم، من خلال الالتقاء بهم
في مقهى يحوي العديد من أنواع القهوة الأمريكية والتركية والايطالية
 من ( الإسبرسو وكابتشينو ).
 
بدأ "جيل الألفية" من الشباب بالتغير وتطوير أنفسهم والبعد
عن كل ما هو رتيب وبطيء والذي لا يفي بمتطلباتهم ولا يحاكي فكرهم؛
أزاحوا "ثقافة العيب" الموروثة من بعض الآباء والأجداد في بعض المهن
التي لم يعتد آباؤهم وأجدادهم العمل بها، وأشاروا للجميع بأننا هنا
ولن ننظر للعادات والتقاليد السابقة أو الموروث الثقافي والاجتماعي.
 
مديرون يشيدون بالتجربة
وعبرعدد من مديري المقاهي "كوفي شوب" ومحلات الملابس الرجالية
بأن الشباب السعودي يهوى التحدي، وظهر ذلك جلياً بوجود عدد كبير
من طلبة المرحلة الجامعية من أطباء ومهندسين يقدمون ثقافة جديدة
عن طريق العمل الجاد وعدم الركون إلى التكاسل.
 
جاء ذلك على لسان (  ر ) صاحب أحد محلات الملبوسات الرجالية بالخبر
وعضو لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية بالشرقية،
 مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب يطمحون في تولي مناصب قيادية عليا
في أعمالهم من خلال زيادة محصلة خبراتهم من خلال العمل الجزئي.
 
الراتب ليس الهدف
ويقول "ع" أنا لا أشعر بأي خجل من عملي، بل فخور لكوني أعمل
 في وظيفة محترمة، وأنتمي إلى مقهى يعاملني باحترام
ويعطيني حقوقي كاملة على الدوام الجزئي الذي أقوم به.
و"ع" هو واحد من مجموعة من الشبان السعوديين اختاروا العمل الجزئي
بجانب دراسته بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تخصص تسويق
 في مقهى تملكه "ر" طالبة جامعية تخصص إدارة ونظم معلومات.
 
"رائف" 17 سنة، يعمل في نفس المقهى الذي تديره شقيقته،
وهو طالب في المرحلة الثانوية،
ويقول: أنا أريد أن أبني لنفسي مستقبلاً جيداً، وعلمت أن هذا المقهى فيه
فرص شاغرة فاستغللتها، إضافة لتعرفي على كيفية العمل خارج السعودية
وفي أي مقهى، ويطمح "رائف" بأن يكمل دراسته الجامعية في أمريكا.
 
ويشير "ريان " طالب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى أن خططه
أن يدخر جزءاً من راتبه للالتحاق بدورة مكثفة في اللغة الإنجليزية؛
 ومن ثم دورة مماثلة في استخدام الكومبيوتر،
 وينوي بعد ذلك التقدم لدراسة الماجستير، والمبلغ الذي يتقاضاه من المقهى
يصرفه على مبالغ المراسلات مع الجامعات خارج المملكة.
إلا أن "ريان" وضع لنفسه خطة بديلة؛ فهو يرى أنه باستطاعته النمو
 في هذا المقهى، وأن يصبح مسؤولاً عن أحد الفروع في السنوات المقبلة
في حال لم يتحقق حلمه في السفر لتكملة الماجستير لسبب أو لآخر.
لكن "س" طالب جامعي سرعان ما ألمح لنا أنه يطمح بالالتحاق
 بالدورات التعليمية في الكمبيوتر واللغة الانجليزية وتحتاج هذه الدورات
مبالغ إضافية، فهو يعتبر الحصول على ترقية مربوط بالتطوير الذاتي
لذا قرر أن يعمل ويكسب خبرة وبمقابل مادي بحدود الثلاث ساعات يومياً.
 
 
العمل أفضل من الجلوس
وتقول صاحبة المقهى "ر" إنها وزوجها جاءا بفكرة المقهى
وتشاركا فيه وتقوم هي بالإشراف عليه في جزء خاص بالقسم النسائي،
مشيرة إلى أنه لا بد أن يبدأ الشاب الطموح من الصفر كي يصل مستقبلاً
إلى المرتبة التي يتمناها.
 
وعن عمل الشباب لديهم تقول "ر" إن عمل الشاب في المقهى أفضل
من جلوسه فيه على مدار اليوم وهو عاطل عن العمل،
مضيفة أن المجتمع ليس بحاجة إلى المزيد ممّا وصفته
ب"مدراء الكراسي الدوّارة"، وإنما بحاجة إلى شباب يعملون
بأيديهم ويصنعون فرقاً وأنّه لا يمكن وجود مجتمع مُكوّن من المديرين فقط!،
وهو ما عبر عنه زبائن المحل من "الخواجات" المنبهرين
من تخلي السعوديين عن فكرة "الكراسي الدوارة" والبحث عن الوظيفة
في أي مكان.
 
ثقافة العمل الشريف
ويعود "ع" ليوضّح نقطة أخرى وهي أن الكثيرين تفهموا طبيعة
عمله وأصبح يصنع الفرق؛ وبدأ كثير من شباب جيله يتعرف
على ثقافة العمل الشريف إلى جانب دراسته، وقال:
لا نحتاج عماله أجنبية أخرى في أعمال لا تكلفنا سوى تصدير ثقافتنا للغير
وأن تكون ملماً بعدد من الثقافات العالمية وبساعات قليلة في اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق