الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الجنة تحت أقدام الأمهات



كان هناك خمسة من العاملين الكادحين
الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة
فتوجهوا إلى بلدة صغيرة مجاورة يعملون ويكدحون
وكانوا يأتون إلى أهاليهم في عطلة الأسبوع
ليقضوا معهم يوماً سعيدا
إلا خامسهم

فإنه ما إن تبدأ الشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب
حتى ينطلق مسرعاً إلى قريتهم ويبيت هناك مع أهله

ثم يعود في صباح اليوم التالي إلى القرية التي يعمل بها
فسخروا منه أصحابه وقالوا له :
ما بالك تحمل نفسك ما لا تطيق وتقطع هذا
الطريق الطويل لتنام عند أهلك وليس لك
زوجة وأولاد
فقال لهم :
إنني أذهب كل ليلة لأبيت في الجنة
فضحكوا منه وقالوا إننا نراك رجلاً عاقلاً قبل
اليوم فيبدوا أن غربتك قد أثرت عليك فاذهب
إلى طبيب حتى يراك لعلك تشفى بإذن الله ...
فرد عليهم :
لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكماً يصدقني
ولا يكذبني .
فذهب الجميع إلى إمام مسجد وحكوا له قصتهم
مع الرجل الخامس
فقال الإمام : ما حكايتك يا رجل
فقال الرجل : أنا شاب وحيد لوالدين 
وأنا العائل الوحيد لهما لذلك فأنني إذا انتهيت من العمل
وغابت الشمس وصليت المكتوبة إنطلقت
متوكلاً على الله إلى قريتي فإذا وصلت 
وجدت والديّ قد تعشيا وناما والليل قد انتصف 
فآخذ عباءتي وأنام تحت أقدامهما فإذا أصبحت
أيقظتهما للصلاة
وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما
ثم رجعت شاكراً لله إلى القرية المجاورة للعمل
حيث أستشعر نفسياً وروحياً أنني قد بت ليلتي في الجنة .
فقال الإمام :
لقد صدق والله صاحبكم
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
 الجنة تحت أقدام الأمهات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق