الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

من روائع الشنقيطي



مَا عنْد النّاس يذهَب وَيبْلَى, وَمَا عنْد الله يَـدُوم وَيبْقَـى,وَمَا كَانَ لله قَرَّت بِه

العيْن بيْن يدي الله فِي يوْم يُبعثَر فِيه أهْل القبُور,وَيحصّل فِيه مَا

فِي الصّدُور, إنّ ربّهُم بِهم يوْمئذ لخبِير, يوْم تُبلَى السّرائِر..


الأعمَال الصّالحَة خيـرٌ للعبْد فِي دِينه وَدنيَاه وَآخرَتِـه,وليسَت سَبباً

فِي حُسْـن الْخاتمَـة فَقـطْ بَلْ سَـبَـب فِي صَـلاح العَبْـد وَإصْلاحِـه وَالبرَكَـة

لَه فِي نَفسـه وأهْلِه وَمَـاله ووَلدِه,فلَـنْ تَجِـد أبْـرَك مِن طَـاعَة الله,

وَلا أعْظَـم خَـيْـراً وَنَفعـاً للعَبْـد مِنْ طَـاعَـة الله عَزّ وَجَل...


لا يَزَال العَبْـد يُحافِظ علَى طَاعَـة الله وذكْر الله ويَعْمُـر وَقتَـه بِالتسْبِيـح

وَالتّكْبِـيـر وَالتهْلِيـل وقرَاءة الْقُـرْآن وَالإحْسَـان إلَى المُسلمِيـن وَالصّدقَـات

حَتّى يُنسَـأ لَهُ فِي أثَـرِه, وَيُبسَـط لَهُ فِي رزْقـه, وَيُـزَاد لهُ

فِي عُمـره,وَيعِيـش حَمِيـداً, ويمُـوت علَى أحْسَـن مَا تكُـون عليْه الْمَيْتَـة,

لأنّ الله سبحَـانه وتعَالَى يَفِـي لأوْليَائِـه, فمَنْ أخَـلَصَ لله فِي قوْلِـه وَعمَله

وَظَاهِـره وَبَاطنِـه,وتوَلَّـى الله, وتَوَلّـى ديـنَ الله وشَرْع الله,فلَـن ينْتهِـي بِه

الأمْـر إِلا إلَى خَـيْـر فِي دِينه وَدنيَاه وَآخرَتـه.


لَنْ تجِد فِي هذِه الحيَـــاة حيَــاة أطْيَــب مِنْ حَيَـــاة طَـابَــت بِطَـاعَـة الله

عَزّ وَجلّ,ولَنْ تطِيــب الحَيَـــاة إِلا بِذَلِـك...


نَعَم, تقُــود الأعْمَـال الصّـالِـحَـة إلَى الحيَــاة الزّاكِيَـة الطيّبـة,تقُــود

الأعْمَـال الصّـالِـحَـة إلَى رَوْح وريْحَـان وبِشَـارة بِالجنَـان, وربٍّ رَاضٍ

غيْر غضبَـان,

نعَم, تقُــود الأعْمَـال الصّـالِـحَـة إلَى سَـدادٍ فِي القوْلِ وَالعمَل وبـلوغٍ

للأمَـل,تقُــود الأعْمَـال الصّـالِـحَـة لِوَلِيّ الله للمحَبّـة التي ينَـادي

الله عزّ وجلّ بهَا على جبرِيل فيُشهده ويُشهد مَلائكته, فيقُول:



( يَا جبرِيل يا جبْرِيل إنّي أُحِــبّ فُلانـاً فَأحبّــه,

فينَادي جبرِيل: يَا أهْل السّماء إنّ الله يُحبّ فُلانـاً فَأحبُّـوه,

فَيُحبّــه أهْل السّمَاء, )



أحبَّــهُ الله لأنّ الله نظَـر فِي قلْبِـه فلمْ يجِد فِيه الحَسَـد وَلا الشّحنَـاء

وَلا البغضَاء وَلا الكرَاهِيـة للمُسلمِين,أحبَّــهُ الله لأنّ الله لمْ يسْمَع مِنْه سَبًّا

للنّاس وَلا شتْماً لهُم, وَلا غِيبَة ولا نمِيمَة,وَلا وقِيعة فِي أعرَاضهم, أحبَّــهُ

الله لَمّا سمِع منْهُ سبحَانه قرَاءة كتَابه وَتلاوَة آيَاته, وسمِع منهُ التسبِيح

وَالتقدِيس وَالتهلِيل وَالتكبِير, أحبَّــهُ الله لَمّا رَءاه سبحَانه مُسلماً حَقَّ

الإسْلام, سَلِمَ المسْلمُون مِنْ يَده ولسَانه, وَعُصِـمَ بتوْفِيـق الله

فِي جِنَــانه وَجوَارحـه وأرْكَـانه.



أُولئِك السّعَـداء, أولئِـك الفُضَـلاء, أولَئِـك الأخيَـار الأتقِيَــاء, صَـفْـوَة

الله مِنْ عِبَــاده,فإنّ الله اصْطفَـاهُـم وَاجتبَـاهُـم, نسْأَل الله بِعزّته وَجلالِه

وَعظمَته وكَمَاله أنْ يجعَلنـــا مِنهُـــم,اللهمّ حَبّـبنَـا إلَى الخَـيْـر

وحَبّـب الخَيْـر إليْنَـــا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق