الخميس، 19 أكتوبر 2017

سر القطعة النقدية



سر القطعة النقدية التي كانت السبب

في انتصار جيش بأكمله لسنوات طويلة


يحكي ان في قديم الزمان كان هناك إمبراطور يعيش في اليابان

معروف عنه الشجاعة وقوة الشخصية والقيادة الرائعة، وكان معتاد

قبل كل حرب يخوضها مع الجيش يقوم بجمع الجنود وبعد ذلك

يلقي قطعة نقد صغيرة فإن جاءت صورة يقول للجنود

حتماً سننتصر ولكن إن جاءت كتابة يقول لهم سنتعرض للهزيمة

كانت هذه هي قواعد اللعبة، وكان الأمر العجيب أن هذا الرجل لم يظهر

حطه يوماً واحداً كاتبة، بل كانت القطعة دائماً تسقط علي الصورة

فكان يصيح في الجنود بكل حماس سننتصر بالتأكيد فيقاتلون بحماس

وشجاعه حتي يحققوا اعظم الانتصارات .

مرت سنوات والجيش يحقق انتصار تلو الآخر ولا احد يعلم سر

هذه القطعة النقدة العجيبة، تقدم العمر بالامبراطور العظيم وجاءت

لحظاته الأخيرة علي فراش الموت فدخل عليه ابنه ولي العهد

الذي سيصبح الامبراطور من بعده، اقترب منه وهمس له :

يا أبي، اريد أن تعطيني تلك القطعة النقدية حتي اواصل الانتصارات

العظيمة من بعدك لأنني خائف كثيراً من الفشل

، ابتسم الامبراطور وأخرج من جيبه القطعة النقدية وأعطاها إلي

الابن، فنظر الإبن اليها فوجد الوجه الأولي صورة فقلبها لتصيبه

مفاجأة مذهلة، فكان الوجة الآخر للعملة صورة أيضاً، انزعج

الولد وصاح في غضب :

كيف تخذع الناس طوال هذه السنوات يا ولدي ؟ ماذا أقول لهم الآن ؟

أقول لهم أن أبي مخادع ؟


فرد الامبراطور في بساطة : أنا لم اخدع احداً يا بني، هذه هي

الحياة عندما تخوض المعركة يكون لك خياران، الخيار الأول هو

الانتصار والخيار الثاني هو الانتصار ايضاً، الهزيمة تتحقق فقط

إن فكرت بها وآمنت بها وأصابك الخوف والرهبة من الوقوع فيها،

ولكن النصر يتحقق إن وثقه بقدراتك وقدرتك علي تحقيقه، فنحن

لا نتغلب علي هموم الحياة بالحظ فقط، ولكن بالثقة بالله

والارادة والعزيمة .

قصة النجار والملك

يحكي أن كان هناك ملك ظالم يحكم قرية صغيرة، حكم علي نجار

فقير في يوم بالموت، فتسرب الخبر إلي النجار ليلتها ولم يستطع

النوم من شدة الخوف والقلق، فقالت له زوجته الذكية :

ايها النجار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة، نزلت هذه

الكلمات علي قلب النجار فأصابته بالسكينة والطمأنينة وزادته ثقة

وإيماناً بالله عز وجل فغفت عيناه ونام حتي الصباح، ولم يفق من

نومه إلا علي صوت قرع الجنود علي الباب .

استيقظ النجار من نومه مفزوعاً وقد شحب وجهه في الخوف،

ونظر إلي زوجته في يأس وحسرة كأنه يلومها علي ثقته بها وتصديقه لها،

فتح الباب بيدين ترتجفان ومدهما في استسلام للحارسين حتي يقيدانه،

فقال أحد الحراس في صوت خافت وكأنه غير مصدق نفسه :

لقد مات الملك ونريدك أن تصنع له تابوتاً !

أشرق وجه النجار ونظر إلي زوجته نظرة امتنان واعتذار وشكر

وقد أدرك معني كلامها، فابتسمت الزوجة في بساطة وقالت تعيد

كلماتها من جديد

أيها النجار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة

الحكمة من القصة :

لا تفكر فلها مدبر .. العبد يرهقه التفكير والقلق والمخاوف والله تبارك

وتعالي يملك التدبير، ومن اعتز بمنصبة فليتذكر فرعون الظالم،

ومن اعتز بماله فليتذكر قارون، ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب،

إنما العزة والملك لله وحده سبحان جل علاه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق