الجمعة، 20 أكتوبر 2017

ولدت لنا قطة

أستاذ: محمد خير رمضان يوسف

• ولدت لنا قطة،

فكانت تغارُ على أولادها،

وتخافُ عليهم من عبثِ الأطفال،

فتأخذهم إلى السطح،

وتُبقيهم هناك حتى يكبروا،



وفجأةً وجدتُ قطةً صغيرةً في البيتِ وكأنها قزم،

لضعفها وصغرها،

وقالوا إنهم رأوها وحيدةً في الشارعِ دون أمّ،

فأشفقوا عليها وأحضروها إلى البيت،

وكانوا يُسقونها الحليبَ لأنها لا تقدرُ على الأكل.



وبعد نحوِ شهرين علمنا أن قطتنا الكبيرة مات أولادها الأربعة على فترات،

على الرغم من عنايتها الفائقةِ بهم،

والقطةُ الصغيرةُ الأخرى كبرتْ وصارتْ على أحسنِ ما يرام.



إن أعمارَ الإنسانِ والحيوانِ كلُّها بيدِ الله تعالى،

وليست بيدِ الآباءِ والأمهات،

على الرغمِ من حرصهم وشفقتهم عليهم أكثرَ من حرصهم على أرواحهم،

وليست بيدِ الأطباء،

فهم أنفسهم عاديون جدًّا في مستوى أعمارهم،



وهناك من العجائزِ من لا يأبهون بصحتهم وتغذيتهم وبمراجعةِ الأطباءِ وتناولِ الأدوية،

ولكنهم يعمَّرون أكثرَ من الذين يعيشون في ظروفٍ صحيةٍ جيدة،

وممن يتقيدون بالشروطِ الصحيةِ مناعةً ووقايةً وتغذية،

وخاصةً أهلَ القرى،



ولا ينكرُ أحدٌ إخراجَ أطفالٍ صغارٍ من تحت الأنقاضِ بعد يومين أو أيام،

وهم لا يصبرون عن الحليبِ أو الطعامِ أكثرَ من ساعتين أو ثلاث.

فمتى يعتبرُ الناس،

ومتى يعلمُ "الطبيعيون" و"الدهريون" أن هناك ربًّا للكونِ بيدهِ مفتاحهُ وما فيه،

يتصرَّفُ فيه كما يشاء،

بعدلهِ وحكمته؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق